Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 73-103)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هذه نَاقة الله لكُم آية } الناقة لصالح عليه السلام كالعصا لموسى عليه السلام والحمار لعيسى والبراق لمحمد عليهما السلام ، فإنّ لكل أحد من الأنبياء وغيرهم مركباً هو نفسه الحيوانية الحاملة لحقيقته التي هي النفس الإنسانية وتنتسب بالصفة الغالبة إلى ما يتّصف بتلك الصفة من الحيوانات فيطلق عليه اسمه ، فمن كانت نفسه مطواعة منقادة من غاية اللين حمولة قوية متذللة فمركبه ناقة ونسبتها إلى الله لكونها مأمورة بأمره مختصة به في طاعته وقربه . وما قيل : إنّ الماء قسم بينها وبينهم ، لها شرب يوم ولهم شرب يوم ، إشارة إلى أنّ مشربهم من القوة العاقلة العملية ، ومشربها من العاقلة النظرية . وما روي أنها يوم شربها كانت تتفحج فيحلب منها اللبن حتى ملؤوا أوانيهم ، إشارة إلى أنّ نفسه تستخرج بالفكر من علومه الكلية الفطرية العلوم النافعة للناقصين من علوم الأخلاق والشرائع والآداب . وخروجها من الجبل : ظهورها من بدن صالح عليه السلام . هذا هو التأويل مع أن الإقرار بظاهرها واجب ، فإن ظهور المعجزات وخوارق العادات حق لا ننكر شيئاً منها . وما يؤيد التأويل تسوية النبي عليه الصلاة والسلام عاقرها بقاتل عليّ عليه السلام ، حيث قال : " يا علي ، أتدري من أشقى الأوّلين ؟ قال : الله ورسوله أعلم . قال صلى الله عليه وسلم : " عاقر ناقة صالح " ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : " أتدري من أشقى الآخرين ؟ " ، قال : الله ورسوله أعلم . قال صلى الله عليه وسلم : " قاتِلك " " وروي أنه قال صلى الله عليه وسلم : " من خَضَبَ هذا بهذا " وأشار بيده إلى لحيته ورأسه .