Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 104-141)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فألقى عصاه } ظاهره إعجاز موسى كما هو مرويّ . والتأويل هو : أن العصا إشارة إلى نفسه التي يتوكأ عليها أي : يعتمد عليها في الحركات والأفعال الحيوانية ويهشّ بها على غنم القوّة البهيمية السليمية ، ورق الآداب الجميلة والملكات الفاضلة والعادات الحميدة من شجرة الفكر ، وكانت نفسه من حسن سياسته إياها ورياضته لها ، منقادة لتصرفاته ، مطواعة لأوامره ، مرتدعة عن أفعالها الحيوانية إلا بإذنه كالعصا . وإذا أرسلها عند الاحتجاج في مقابلة الخصوم صارت كالثعبان يتلقف ما يأفكون من أكاذيبهم الباطلة ويزوّرون من حبال شبهاتهم التي بها تحكم دعاويهم ، وعصي مغالطاتهم ومزخرفاتهم التي تمسكوا بها عند الخصام في إثبات مقاصدهم فتغلبهم وتقهرهم . { ونزع يده } أي : أظهر قدرته الباهرة التي تبهرهم وتظهر نور حقيّة دعواه ، والظاهر أنه كان الغالب على زمانه هو السحر ، فخرج بالسحر الإلهي كما أن الغالب على زمان محمد عليه الصلاة والسلام كان هو الفصاحة ، فكانت معجزة القرآن . وعلى زمان عيسى عليه السلام الطب ، فجاء بالطب الإلهي - على ما روي - لأنّ معجزة كل نبيّ يجب أن تكون من جنس ما غلب على زمانه ليكون أدعى إلى إجابة دعواه .