Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 7-10)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويريد الله أن يحق الحق بكلماته } أي : يثبته بملائكته السماوية التي أمدّهم بها . { إذ تستغيثون ربكم } بالبراءة عن حولكم وقوّتكم إليه والانسلاخ عن حجب أفعالكم بتيقن أن التأثير والقوة منه لا منكم ولا من عدوّكم { فاسْتَجَاب } دعوتكم عند ذلك التجرّد عن ملابس الأفعال وصفات النفس بـ { أني مُمِدكم } من عالم الملكوت لجنسية قلوبكم إياها حينئذ { بألفِ من الملائكة } بعالم من ملكوت القهر ، أي : من القوى السماوية وروحانياتها التي تناسب قلوبكم في تلك الحالة كما مرّت الإشارة إليه في ( آل عمران ) واختلاف العدد في الموضعين إما لأن المراد الكثرة لا العدد المخصوص وإما لأن قوله : { مردفين } هنا يدلّ على اتباعهم بطائفة أخرى منهم وإمدادهم إما بأن يتجسدوا ويتمثلوا لهم بصورة المقاتلة كما تتمثل الصور في المنام مثلاً ، فيتهيبوا منهم ، وإما بأن يصل أثرهم وقهرهم إليه فيهلكوا وينهزموا . { وما } جعل { الله } الإمداد { إلا } بشارة لكم بالنصر وطمأنينة لقلوبكم بالاتصال بها عند التجرّد عن ملابس النفس وأحوالها ، لا أن النصر منها فإنّ النصر ليس { إلاّ من عند الله } لكن حكمته تقتضي تعليق الأشياء بأسبابها { إنّ الله } قوي على النصر غالب { حكيم } يفعله على مقتضى الحكمة .