Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-11)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويل للمطففين } الباخسين حقوق الناس في الكيل والوزن ، يمكن أن يحمل بعد الظاهر على التطفيف في الميزان الحقيقي الذي هو العدل ، والموزونات به هي الأخلاق والأعمال ، والمطففون هم الذين إذا اعتبروا كمالات أنفسهم متفضلين { على الناس يستوفون } يستكثرونها ويزيدون على حقوقهم في إظهار الفضائل العلمية والعملية أكثر مما لهم عجباً وتكبراً . { وإذا } اعتبروا كمالات الناس بالنسبة إلى كمالاتهم أخسروها واستحقروها ولم يراعوا العدالة في الحالين لرعونة أنفسهم ومحبة التفضل على الناس كقوله تعالى : { وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ } [ آل عمران ، الآية : 188 ] . { ألا يظنّ أولئك } الموصوفون بهذه الرذيلة التي هي أفحش أنواع الظلم ، أي : ليس في ظنهم { أنهم مبعوثون } فيظهر ما في أنفسهم من الفضائل والرذائل ، أو يحاسب عليه ويرتدع فضلاً عن العلم { ليوم عظيم } لا يقدر أحد فيه أن يظهر ما ليس فيه ولا أن يكتم ما فيه لانقلاب باطنه ظاهره وصفته صورته فيستحيي ويذوق وبال رذيلته . { يوم يقوم الناس } عن مراقد أبدانهم { لربّ العالمين } بارزين له لا يخفى عليه منهم شيء . { كلا } ردع عن هذه الرذيلة { إنّ كتاب الفجار } أي : ما كتب من أعمال المرتكبين للرذائل الذين فجروا بخروجهم عن حدّ العدالة المتفق عليها الشرع والعقل { لفي سجين } في مرتبة من الوجود مسجون أهلها في حبوس ضيقة مظلمة يزحفون على بطونهم كالسلاحف والحيّات والعقارب أذلاء أخساء في أسفل مراتب الطبيعة ودركاتها وهو ديوان أعمال أهل الشرّ ولذلك فسر بقوله : { كتاب مرقوم } أي : ذلك المحل المكتوب فيه أعمالهم كتاب مرقوم برقوم هيئات رذائلهم وشرورهم .