Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 26-26)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جل جلاله : { للذين أحسنوا } فيما بينهم وبين ربهم بتوحيده وعبادته ، وفيما بينهم وبين عباده بكف أذاهم وحمل جفاهم ، لهم { الحسنى } أي : المثوبة الحسنى ، وهي الجنة وزيادة ، وهي النظر إلى وجهه الكريم ، أو الحسنى : ما يثيب به على العمل ، والزيادة : ما يزيد على ما يستحق العبد تفضلاً كقوله { وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ } [ النساء : 173 ] ، أو الحسنى : مثل حسناتهم ، والزيادة : التضعيف بعشر أمثالها إلى سبعمائة أو أكثر ، { ولا يرهقُ وجوهَهم : } لا يغشاها { قَتَرٌ } : غبرة فيها سواد تغبر الوجه { ولا ذِلَّةٌ } أي : هوان ، والمعنى لا يرهقهم ما يرهق أهل النار ، أو لا يرهقهم ما يوجب ذلك من خزي وسوء حال ، { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } : دائمون ، لا زوال لهم عنها ، ولا انقراض لنعيمها ، بخلاف الدنيا وزخرفها فقد تقدم مثالها . الإشارة : للذين أحسنوا بالانقطاع إلى الله والزهد فيما سواه الحسنى ، وهي المعرفة ، وزيادة ، وهي الترقي في المقامات ، والعروج في سماء المشاهدات ، والازدياد من الأسرار والمكاشفات ، وترادف المناجاة والمكالمات ولا يغشى وجوههم قتر ولا ذلة ، بل وجوههم بنور البقاء مستبشرة ، وهم خالدون في نعيم الفكرة والنظرة . ثم ذكر أضدادهم ، فقال : { وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا } .