Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 53-54)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : أحق : مبتدأ ، والضمير فاعله سد مسد الخبر ، وإي : حرف جواب ، بمعنى نعم ، وهو من لوازم القسم ، لذلك يوصل بواوه ، فيقال : إي والله ، ولا يقال " إي " وحُده . يقول الحق جل جلاله : { ويستنبئونَكَ } أي : يستخبرونك { أحقٌ هُو } أي : ما تقول من الوعد أو ادعاء النبوة ، قيل : قاله حيي بن أخطب لما قدم مكة . { قل } لهم : { إي وربي إنه لحقٌّ } أي : العذاب الموعود لحق ، أو ما ادعيته من النبوة لثابت ، والأول أرجح لقوله : { وما أنتم بمعجزين } : بفائتين العذاب الموعد . { ولو أنَّ لكلِّ نفسٍ ظلمتْ } بالشرك أو التعدي على الغير { ما في الأرض } من خزائنها وأموالها { لافتدتْ به } : لجعلته فدية لها من العذاب ، { وأسرُّوا الندامة } أي : أخفى رؤساء هؤلاء الكفار الندامة خوف الشماتة والتعيير من سفلتهم ، { لمَّا رأوا العذاب } ، أو جميعهم ، لأنهم بهتوا بما عاينوا ، مما لم يحتسبوا من فظاعة الأمر وهوله ، فلم يقدروا أن ينطقوا ، وقيل : أظهروها ، من قولهم : أسر الشيء : أظهره ، ومنه : أسارير الوجه ، { وقُضِيَ بينهم بالقسط وهم لا يُظلمون } ، ليس تكراراً لأن الأول قضاء بين الأنبياء ومكذبيهم ، والثاني في جزاء المشركين على شركهم . قاله البيضاوي . الإشارة : كثير من الناس من يستخبر عن شيخ التربية ، أحق وجوده أم لا ؟ إي وربي إنه لحق ، ولا يخلو منه زمان ، إذ القطب والعدد الذي يقوم الوجود بهم لا ينقطع ، والقطبانية لا تدرك من غير تربية أصلاً ، وما أنتم بفائتين عنه إن طلبتموه بصدق الاضطرار . ولو أن لكم نفس ظلمت نفسها حيث بقيت بعيبها وغم حجابها حتى لقيت مولاها ما في الأرض جميعاً لافتدت به من البعد وغم الحجاب ، وفوات القرب من الأحباب ، وقد قضى بين الخلائق بالحق ، فارتفع المقربون الذين لقوا الله بقلب سليم ، وانحط الغافلون ، الذين لقوا الله بقلب سقيم ، وندموا على ترك صحبة من يخلصهم من عيبهم ، فإن كانت لهم رئاسة علم أو صلاح أضمروا ذلك عمن قلدهم ، { ولا يظلم ربك أحداً } . ولذلك قال : { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } .