Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 59-60)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : ما أنزل : نصب بأنزل أو بأرأيتم لأنه بمعنى اخبروني . يقول الحق جل جلاله : { قل أرأيتم } : أخبروني { ما أنزل الله لكم من رزقٍ } بقدرته ، وإن سترها بالأسباب العادية ، وقوله : { لكم } دل على أن المراد منه : ما حلّ ، ولذلك وبَّخ على التبعيض بقوله : { فجعلتم منه حراماً وحلالاً } كالبحائر وأخواتها ، { وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا } [ الأنعام : 139 ] . { قل } لهم : { آللَّهُ أَذِنَ لكم } في التحريم والتحليل ، فتقولون ذلك عنه ، { أم على الله تفترون } في نسبة ذلك إليه ؟ . { وما ظنّ الذين يفترون على الله الكذبَ يوم القيامة } ، أيُّ شيء ظنهم يفعل بهم ، أيحسبون أنه لا يجازيهم عليه ؟ وفيه تهديد عظيم لهم ، { إن الله لذو فضل على الناس } ، حيث أنعم عليهم بالعقل ، وهداهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، وشرع لهم الأحكام ، { ولكن أكثرهم لا يشكرون } هذه النعمة . قال ابن عطية : ثنَّى بإيجاب الفضل على الناس في الإمهال لهم مع الافتراء والعصيان ، والإمهال داعية إلى التوبة والإنابة ، ثم استدرك من لا يرى حق الإمهال ولا يشكره ، ولا يبادر فيه على جهه الذم لهم ، والآية بعد هذا تعم جميع فضل الله ، وجميع تقصير الخلق في شكره ، لا رب غيره . هـ . الإشارة : الوقوف مع حدود الشريعة ، والتمسك بالسنة النبوية قولاً وفعلاً ، وأخذاً وتركاً ، والاهتداء بأنوار الطريقة تخلية وتجلية ، هو السير إلى أسرار الحقيقة ، فمن تخطى شيئاً من ذلك فقد حاد عن طريق السير . وبالله التوفيق . ثم هددهم بمراقبته عليهم ، فقال : { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ } .