Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 66-67)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : وما يتبع : يحتمل الاستفهام ، فتكون منصوبة بيتبع ، أي ، أيُّ شيء يتبعون ما يتبعون ؟ إلا الظن ، ويحتمل النفي ، أي : ما يتبع الذين يدعون الشركاء يقيناً إن يتبعون إلا الظن ، أو تكون " إن " تأكيداً لها ، و " إلا الظن " إبطال لنفي " ما " . يقول الحق جل جلاله : { ألا إن لله مَن في السماوات ومن في والأرض } من الملائكة والثقلين ملكاً وعبيداً ، فلا يصلح أحد منهم للألوهية ، وإذا كان هؤلاء الذين هم أشرف الممكنات لا تصلح للربوبية ، فأحرى الجامدات التي يدعونها آلهة ، { وما يتبعُ الذين يدعُون من دون الله شركاءَ } أي : أيُّ شيء يتبعون ، تحقيراً لهم ، أو ما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء يقيناً ، { إن يتبعون إلا الظنَّ } وما سولت لهم أنفسهم ، { وإن هم إلا يخرصُون } : يكذبون فيما ينسبون إلى الله ، أو يحزرُون ويقدرون أنها شركاء تقديراً باطلاً ، بل الواجب أن يعبدوا من عمت قدرته ونعمُه على خلقه ، ولذلك قال : { هو الذي جعل لكم الليلَ لتسكنوا فيه } راحة لأبدانكم ، { والنهارَ مبصراً } طلباً لمعاشكم ، وفيه تنبيه على كمال قدرته وعظيم نعمته ، ليدُلهم على تفرده باستحقاق العبادة { إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون } سماع تدبر واعتبار . الإشارة : كل من ركن إلى شيء دون الله ، محبة أو خوفاً أو طمعاً فيه ، فقد أشرك مع الله ، ولم يتبع إلا الظن والوهم ، وفي الحِكَم : " ما قادك شيءٌ مثلُ الوهم ، أنت حرٌ مما أنت آيس ، وعبد لما أنت فيه طامع ، فكيف يترك العبد سيده الذي بيده ملك السماوات والأرض ، ويتعلق بعبد مثله حقير ؟ . يترك الملك الكبير ويتعلق بالعبد الصغير " . هو الذي جعل ليل القبض لتسكنوا فيه عن التعلق بالغير ، ونهار البسط لتبصروا في انتشاركم الحقائق العرفانية والأسرار الربانية ، إن كنتم تسمعون به ومنه ، فتنزهونه عما لا يليق به ، كما قال تعالى : { قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } .