Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 1-1)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بسم الله الرحمن الرحيم * الۤمۤر … } قيل : معناه : أنا أعلم ، الله أعلم وأرى . وقيل : مختصرة من لفظ المرسل ، على عادة رمز المحبين . أو إشارة إلى العوالم الأربعة : فالألف لوحدة الجبروت ، واللام لتدفق أنوار المكوت ، والميم لحس عالم الملك والراء لسريان أمداد الرحموت . قال تعالى : { … تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } . قلت : تلك مبتدأ . وآيات : خبر ، والذي أُنزل : مبتدأ ، والحق : خبر ، والجملة الثانية كالحجة على الجملة الأولى . يقول الحق جل جلاله : أيها المرسل المعظم ، والحبيب المفخم ، { تلكَ } الآيات التي تتلوها على الناس هي { آياتُ الكتاب } المنزل من حضرة قدسنا . { و } الكتاب أي : القرآن { الذي أُنزل إليك من ربك } هو { الحق } الذي لا ريب فيه ، { ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يؤمنون } لإخلالهم بالنظر والتأمل فيه . الإشارة : لَوْ صَفَت القلوب من الأكدار ، ومُلئت بالمعارف والأنوار لفهمتْ أسرار الكتاب ، وجواهر معانيه ، ولأدركت معرفة الحق من كلامه لأن الكلام صفة المتكلم ، ولكن أكثر الناس اشتغلوا بمتابعة الهوى ، فصُرفوا عن فهم الكلام ، وفاتهم معرفة المتكلم . ولذلك لم يكتف الحق تعالى بآيات الكتاب حتى ذكر دلائل توحيده وكمال قدرته ، فقال : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ … }