Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 111-111)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { يوم } : منصوب باذكر ، أو بغفور رحيم . يقول الحقّ جلّ جلاله : واذكر { يوم تأتي كلُّ نفس تُجادِلُ عن نفسها } عن ذاتها ، وتسعى في خلاصها ، لا يهمها شأن غيرها { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ } [ عَبَسَ : 34 - 36 ] ، { وتُوفَّى كلُّ نفس } جزاء { ما عملت } على التمام ، { وهم لا يُظلمون } : لا يُنقصون من أجورهم مثقال ذرة . الإشارة : النفس التي تجادل عن نفسها ، وتوفى ما عَمِلَتْ من خير أو شر ، إنما هي النفس الأمارة أو اللوامة . وأما النفس المطمئنة بالله ، الفانية في شهود ذات الله ، لا ترى وجودًا مع الله فلا يتوجه عليها عتاب ، ولا يترتب عليه حساب إذ لم يبق لها فعل تُحاسب عليه . وعلى تقدير وجوده فقد حاسبت قبل أن تحاسَب ، بل هي في عداد السبعين ألفًا ، الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، وهم المتوكلون . أو تقول : هي في عداد من يلقى الله بالله ، فليس لها شيء سوى الله ، فحجته ، يوم تجادل النفوس ، هو الله . كما قال الشاعر : @ وجهك المحمود حُجتنا يوم يأتي الناسُ بالحُجج @@ وبالله التوفيق . ثمَّ ضرب مثلاً لمن كفر النعم