Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 61-61)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : { ولو يُؤاخذ اللهُ الناسَ بظلمهم } أي : بكفرهم ومعاصيهم الصادرة من بعضهم ، { كما ترك عليها } أي : على الأرض { من دابة } : نسمة تدب عليها ، بشؤم ظلمهم . وعن ابن مسعود : كاد الجُعَل يهلك في جُحره بذنب ابن آدم . وقيل : لو هلك الآباء بكفرهم لم يكن الأبناء ، { ولكن يُؤخرهم إلى أجل مسمى } سماه لأعمارهم ، أو لعذابهم ، { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون } عنه { ساعة ولا يستقدمون } عليه ، بل يهلكون ، أو يُعذبون حينئذ لا محالة ، فالحكمة في إمهال أهل الكفر والمعاصي لئلا يعم العذاب ، كقوله : { وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً } [ الأنفال : 25 ] ، و لعل الله تعالى يُخرج من أصلابهم من يُوحد الله . والله تعالى أعلم . الإشارة : إن الله يهم أن ينزل إلى أهل الأرض عذابًا لما يرى فيهم من كثرة الظلم والفجور ، فإذا رأى حِلَق الذكر ومجالس العلم رفع عنهم العذاب . وفي بعض الأخبار : " لَوْلاَ شُيوخٌ ركع ، وصِبْيَانٌ رُضَّعٌ ، وبَهَائمُ رُتَّعٌ ، لصُبَّ عَليكُمُ العَذَابُ صَبًّا " . ثمَّ ذكر وعيد الكفار فقال : { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ … } .