Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 2-3)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : { ذرية } : منادى ، أي : يا ذرية من حملنا مع نوح ، والمراد : بني إسرائيل . وفي ندائهم بذلك : تلطف وتذكير بالنعم ، وقيل : مفعول أول بتتخذوا ، أي : لا تتخذوا ذرية من حملنا مع نوح من دوني وكيلاً ، فتكون كقوله : { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً } [ آل عِمرَان : 80 ] . يقول الحقّ جلّ جلاله : { وآتينا موسى الكتابَ } التوراة { وجعلناه } أي : التوراة { هُدًى لبني إِسرائيل } ، وقلنا : { ألاّ تتخذوا من دوني وكيلاً } تُفوضون إليه أموركم ، وتُطيعونه فيما يأمركم . بل فوضوا أموركم إلى الله ، واقصدوا بطاعتكم وجه الله ، يا { ذريةَ مَنْ حملنا مع نوح } ، فاذكروا نعمة الإنجاء من الغرق ، وحملَ أسلافكم في سفينة نوح ، { إِنه كان عبدًا شكورًا } يحمد الله ويشكره في جميع حالاته . وفيه إيماء بأن إنجاءه ومن معه كان ببركة شكره ، وَحَثٌّ للذرية على الاقتداء به . والله تعالى أعلم . الإشارة : المقصود من إرسال الرسل وإنزال الكتب هو ، إفراد الوجهة إلى الحق ، ورفعُ الهمة عن الخلق ، حتى لا يبقى الركون إلا إليه ، ولا الاعتماد إلا عليه ، وهو مقتضى التوحيد . قال تعالى { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } [ المُزمّل : 9 ] . وبالله التوفيق . ثم ذكر ما أحدث بنو اسرائيل وما جرى عليهم في القضاء