Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 56-57)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : { أولئك } : مبتدأ ، و { الذين يدعون } : صفته ، و { يبتغون } : خبره . وضمير " يدعون " : للكفار ، وفي " يبتغون " : للآلهة المعْبُودين ، وقيل : الضمير في " يدعون " و " يبتغون " : للأنبياء المذكورين قبلُ في قوله : { فضَّلنا بعض النبيين على بعض } ، والوسيلة : ما يتوسل به ويتقرب إلى الله ، و { أيهم } : بدل من فاعل { يبتغون } ، و " أيّ " : والوسيلة : ما يتوسل به ويتقرب إلى اللهِ ، و { أيهم } : بدل من فاعل { يبتغون } ، و " أيّ " : موصولة ، أي : يبتغي من هو أقرب إليه تعالى - الوسيلة - ، فكيف بمن دونه ؟ أو ضمَّنَ معنى يبتغون : يحرصون ، أي : يحرصون أيهم يكون إليه تعالى أقرب ؟ يقول الحقّ جلّ جلاله : { قلْ } لهم : { ادعوا الذين زعمتم } أنهم آلهة تعبدونهم { من دونه } كالملائكة والمسيح وعُزير ، أو كالأصنام والأوثان ، { فلا يملكون } لا يستطيعون { كشف الضر عنكم } ، كالمرض والفقر والقحطِ ، { ولا تحويلاً } لذلك عنكم إلى غيركم ، قال تعالى : { أولئك الذين يدعون } أنهم آلهة ، هم في غاية الافتقار إلى الله والتوسل إليه ، كلهم { يبتغون إِلى ربهم الوسيلةَ } أي : التقرب بالطاعة ، ويحرصون { أيهم أقربُ } إلى الله من غيره ، فكيف يكونون آلهة ؟ أو : أولئك الذين يدعونهم آلهة ، يطلبون إلى ربهم الوسيلة بالطاعة ، يطلبها أيهم أقرب ، أي : الذي هو أقرب ، فكيف بغير الأقرب ؟ { ويرجون رحمته ويخافون عذابه } كسائر العباد ، فكيف يزعمون أنهم آلهة ؟ { إن عذاب ربك كان محذورًا } مخوفًا ، أي : حقيقًا بأن يحذره كل أحد ، حتى الرسل والملائكة . أعاذنا الله من جميعه . آمين . الإشارة : كل ما دخل عالم التكوين لزمته القهرية والعبودية ، فهو عاجز عن إصلاح نفسه ، فكيف يصلح غيره ؟ ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه ، فكيف يدفع عن غيره ؟ فارفع همتك ، أيها العبد ، إلى مولاك ، وأنزل حوائجك كلها به دون أحد سواه ، فكل ما سواه مفتقر إليه ، والفقير المضطر لا ينفع نفسه ، فكيف ينفع غيره ؟ والله يتولى هداك . ثمَّ بين قهريته تعالى