Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل : هي مختصرة من أسماء الله تعالى ، فالكاف من كافٍ ، والهاء من هادٍ ، والياء من يمين ، والعين من عليم أو عزيز ، والصاد من صادق . قاله الهروي عن ابن جبير . قال أبو الهيثم : جعل الياء من يمين ، من قولك : يَمَن الله الإنسانَ يَيْمنُهُ يمنًا فهو ميْمون . هـ . ولذا ورد الدعاء بها ، فقد رُوي عن عليّ - كرم الله وجهه - أنه كان يقول : يا كهيعص أعوذ بك من الذنوب التي تُوجب النقم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تغير النعم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تهتِك العِصَم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس غيث السماء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تُديل الأعداء ، انصرنا على من ظلمنا . كان يقدم هذه الكلمات بين يدي كل شدة . فيحتمل أن يكون توسل بالأسماء المختصرة من هذه الحروف ، أو تكون الجملة ، عنده ، اسمًا واحدًا من أسماء الله تعالى ، وقيل : هو اسم الله الأعظم . ويحتمل أن يشير بهذه الرموز إلى معاملته تعالى مع أحبائه ، فالكاف كفايته لهم ، والهاء هدايته إياهم إلى طريق الوصول إلى حضرته ، والياء يُمنه وبركته عليهم وعلى من تعلق بهم ، والعين عنايته بهم في سابق علمه ، والصاد صدقه فيما وعدهم به من الإتحاف والإكرام . والله تعالى أعلم . وقيل : هي مختصرة من أسماء الرسول - عليه الصلاة والسلام - أي : يا كافي ، يا هادي ، يا ميمون ، يا عين العيون ، أنت صادق مصدق . وعن ماضي بن سلطان تلميذ أبي الحسن الشاذلي - رضي الله عنهما - : [ أنه رأى في منامه أنه اختلف مع بعض الفقهاء في تفسير قوله : كهيعص . حم . عسق ، فقلت : هي أسرار بين الله تعالى وبين رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكأنه قال : " كاف " أنت كهف الوجود ، الذي يؤم إليه كلُّ موجود ، " ها " هبنا لك الملك ، وهيأنا لك الملكوت ، " يَعَ " يا عين العيون ، " ص " صفات الله { مَن يُطع الرسولَ فقد أطاع الله } ، " حاء " حببناك ، " ميم " ملَّكناك ، " عين " علمناك ، " سين " ساررناك ، " قاف " قربناك . فنازعوني في ذلك ولم يقبلوه ، فقلت : نسير إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليفصل بيننا ، فسرنا إليه ، فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لنا : " الذي قال محمد بن سلطان هو الحق " ] . وكأنه يشير إلى أنها صفات أفعال .