Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 127-127)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : { القواعد } جمع قاعدة ، وهي الأساس ، وكأنه مأخوذ من العقود بمعنى الثبات ، وأما القواعد من النساء ، فجمع قاعد ، بلا تاء ، لأنه وصف خاص بالنساء ، فلا يحتاج إلى تمييز التاء ، و { ربنا } منصوب على النداء محكي بحال محذوفة ، أي : حال كونهم قائلين ربنا … الخ . يقول الحقّ جلّ جلاله : واذكر وقت رفع { إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل } ، وبنائهما له ، بعد أن درس بالطوفان ، وكان بناء آدم عليه السلام لما أُهبط إلى الأرض بإعلام الملائكة ، كان إبراهيم عليه السلام يبني ، وإسماعيلُ يُناوله الحجارة ، فنسب البناء لهما لتعانهما ، وقيل : كانا يبنيان كُلٍّ في ناحية ، حال كونهما قَائِلَيْنِ : { ربنا تقبل منا } علمنا هذا ، { إنك أنت السميع } لدعائنا ، { العليم } بنياتنا وسرائرنا . الإشارة : ينبغي للعبد أن يرفع قواعد إسلامه ، ويشيد دعائمه بتحقيق أركانه ، كإتقان الشهادتين بتحقيق معانيها ، وإتقان الصلاة بإتقان أركانها الظاهرة والباطنة ، وإتقان الزكاة بإخلاص أدائها ، وإتقان الصيام بتحصيل آدابه ، وإتقان الحج بتحصيل مناسكه بعد وجوبه ، ويرفع أيضاً قواعد إيمانه بتحقيق أركانه ، وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، حُلْوِه ومُره ، اعتقاداً وذوقاً ، ويرفع أيضاً قواعد إحسانه ، بتحصيل مراتبه ، كتحقيق المشاهدة ، وهو أن يعبد الله كأنه يراه ، فإن لم يستطع فليعبده كأن الله يراه ، وإن شئت قلت : رفعُ قواعد الإسلام يكون بتحقيق التوبة والتقوى والاستقامة ، ورفع قواعد الإيمان يكون بتحقيق الإخلاص والصدق والطمأنينة ، ورفع قواعد الإحسان يكون بالمراقبة والمشاهدة والمعرفة ، كما قال الساحلي - رحمه الله - .