Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 203-203)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : { واذكروا الله في أيام معدودات } وهي ثاني النَّحْر وثالثُة ورابعُه ، وهي أيام التشريق وأيام منى ، وأما الأيام المعلومات فهي يوم النحر وثانِيه وثالثُه . والمراد بالذِكْر : التكبيرُ عند الرمي ، وذبحِ القَرَابين ، وخَلْفَ الصلواتِ الخمس ، وغير ذلك ، { فمن تعجل في يومين } بحيث رمَى ثانيَ النحر وثالثه ، ورجَع ، { فلا إثم عليه ومن تأخر } لرمى رابع النحر ، وهو ثالث أيام منى ، { فلا إثم عليه } ، والقصد بنفي الإثم : التخيير والرد على الجاهلية ، فإنَّ منهم مَن أَثم المتعجل ، ومنهم من أثم المتأخر . هذا كله { لمن اتقى } الله في حجه ، لم يرفُث ، ولم يفسُق ، فإنه يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، كما قال الصادق المصدوق ، { واتقوا الله } في جميع أموركم ، فإنه ذكرٌ وشرفٌ لكم ، { واعلموا أنكم إليه تحشرون } فتجازَوْن على ما أسلفتم من خير أو شر . الإشارة : الأيام المعدودات هي أيام الدنيا فإنها قلائل معدودة ، وهي كلها كيوم واحد ، وأيام البرزخ يومٌ ثانٍ ، وأيام البعث وما بعده يوم ثالث ، فمن تعجل في يومين ، بحيث طوى في نظره أيام الدنيا وأيام البرزخ ، وسكن بقلبه في يوم القيامة فلا إثم عليه ، وهذا هو صاحب الهمة المتوسطة ، ومن تأخر حتى زَهد في الأيام الثالثة ، وعلق همته بمولاه ، ولم يلتفت إلى ما سواه ، فلا إثم عليه في ذلك التأخر ، وإن اتقى شهود السوى ، وعلق عمته بمحبة المولى ، ثم حضّ سبحانه على هذه التقوى فقال : { واتقوا الله } فلا تشهدوا معه سواه ، { واعلموا أنكم إليه تحشرون } فترَوْا ما فاز به المتقون .