Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 211-211)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { كم } خبرية ، أو استفهامية ، محلها نصب بفعل محذوف يُقدر مؤخراً للصدرية ، أي : كم آياتنا آتيناهم ، أو رفع بالابتداء ، والعائد محذوف ، أي : آتيناهموه . يقول الحقّ جلّ جلاله لرسوله - عليه الصلاة والسلام - أو لكل سامع : { سل بني إسرائيل } سؤال تقريع ، وقل لهم : { كم أتيناهم من آية بينة } أي : كثيراً ما آتيناهم من آية واضحة في شأنك ، تدل على صدق رسالتك وعلو شأنك وفخامة أمرك ، اعتناء بأمرهم ، ونعمة على مَنْ أدرك زمانك منهم . ثم إنهم بدلوا نعمة الله كفراً ، وجحدوا فكتموا تلك النعمة وكفروها ، { ومن يبدل نعمة الله } من بعد مجيئها إياه ، { فإن الله شديد العقاب } لمن كفر نعمه وجحد رسله ، نعوذ بالله من السلب بعد العطاء ، ومن كفران النعم ، وحرمان الرضا . الإشارة : ما قيل لبني إسرائيل ، يقال لمن تحقق بولاية ولي من أولياء الله ، ثم جحدها وكتمها ، وحرّم نفسه بركة ذلك الولي ، فمات على مرضه ، فيقال له : { ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب } . وعقوبته : أن يلقى الله بقلب سقيم ، فيُبعث مع عوام أهل اليمين ، ويُحرم درجة المقربين ، التي تلي درجة النبيين والمرسلين . عائذاً بالله من الحرمان ، وشُؤمِ عاقبةِ الخذلان . ثم ذكر الحقّ جلّ جلاله سبب هذا الحرمان ، وهو حب الدنيا .