Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 28-28)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { كيف } حال لأنها وقعت قبل كلام تام . يقول الحقّ جلّ جلاله : { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِالله } وتجحدون نعمه المتوالية ، { و } الحالة أنكم { كُنتُمْ أَمْوَاتاً } نطفاً في الأرحام { فَأَحْيَاكُمْ } بنفخ الروح في أجسادكم ، { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء آجالكم ، { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } عند البعث لحسابكم ، ثم يسكنكم دار القرار ، إما إلى الجنة وإما إلى النار . فهذه الآثار دالّة على باهر قدرته وتمام حكمته ، فقد وضح الحق وظهر ، { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [ الكهف : 29 ] . الإشارة : كيف تنكرون ظهور نور الحق في الأكوان ، وتبعدون عن حضرة الشهود والعيان ، وقد كنتم أمواتاً بالغفلة وغم الحجاب ، فأحياكم باليقظة والإياب ، ثم يميتكم بالفناء عن شهود ما سواه ، ثم يحييكم بالرجوع إلى شهود أثره بالله ، ثم إليه ترجعون في كل شيء لشهود نوره في كل شيء ، وقبل كل شيء ، وبعد كل شيء ، وعند كل شيء " كان الله ولا شيء معه ، وهو الآن على ما عليه كان " .