Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 49-49)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { إذ } : معمول لاذكروا ، و { فرعون } : اسم لكل من ملك القبط ، كما أن قيصر اسم لمن ملك الروم ، وكسرى اسم لمن ملك الفرس ، واسم { فرعون } الذي كان في زمن موسى عليه السلام : " مصعب بن ريان " ، وقيل : ابنه الوليد . وسَام يسُوم : طلب وبغى ، يقال : سامه خسفاً إذا أولاه ظلماً ، وجملة { يسومونكم } : حال من { آل فرعون } ، وجملة { يذبحون } : بيان لها . وسوء العذاب : أفظعه وأقبحه . يقول الحقّ جلّ جلاله : يا بني إسرائيل اذكروا نعمة أخرى أنعمت بها على أسلافكم ، وأنتم عالمون بها ، وذلك حين أنجيناكم من عذاب فرعون ورهطه ، يولونكم أقبحَ العذاب وأشنعَه ، كانوا يستعبدون رجالكم ونساءكم في مشاق الخدمة والمهنة ، ولمّا أخبره الكهان أنه سيخرج منكم ولد يُخَرِّب ملكه ، جعل يذبح ذكوركم ويترك نساءكم ، وفي ذلكم محنة { مِن رَّبِّكُمْ } وابتلاء { عَظِيمٌ } ، أو في ذلك الإنجاء اختبار من ربكم عظيم ، فاذكروا هذه النعمة ، وتحصنوا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم من محنة أخرى ، ولا ينفع حذرٌ من قدر ، { وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرَاً مَّقْدُوراً } [ الأحزَاب : 38 ] . وبالله التوفيق . الإشارة : لكل زمان فراعين وجبابرة يقطعون الناس عن الانقطاع إلى الله والدخول إلى حضرة الله ، { ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } [ الكهف : 104 ] ، يقول الحقّ جلّ جلاله للذين تخلصوا منهم : اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم بها حيث أنجيتكم من فراعين زمنكم ، { يسومونكم سوء العذاب } وهو البقاء في غم الحجاب ، والانقطاع عن الأحباب ، يقتلون ما ربيتم من اليقين في قلوبكم والمعرفة في أسراركم ، ويستحيون شهواتكم وحظوظكم ، { وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم } . قال تعالى : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ … } [ الأنعَام : 116 ] . وبالله التوفيق ، وهو الهادي إلى سواء الطريق .