Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 49-51)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : { قُل } يا محمد : { يا أيها الناس إِنما أنا لكم نذيرٌ مبينٌ } أي : أنذركم إنذارًا مبينًا بما أوحي إليَّ من أخبار الأمم المهلَكة ، من غير أن يكون لي دخل في الإتيان بما توعَدُونه من العذاب الذي تستعجلونه … وإنما لم يقل : نذير وبشير ، مع ذكر الفريقين بعده لأن الحديث مسوق إلى المشركين فقط . والمراد بالناس : الذين قيل فيهم : { أفلم يسيروا في الأرض } ، ووصفوا بالاستعجال ، وإنما ذكر المؤمنين وثوابهم زيادة في غيظهم . { فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة } لذنوبهم ، { ورزقٌ كريمٌ } أي : حسن ، وهي الجنة . والكريم من كل نعيم : ما يجمع فضائله ويجوز كمالاته . { والذين سَعَوا } ، يقال : سَعَى في أمر فلان : إذا أفسده بسعيه ، أي : أفسدوا { في آياتنا } أي : القرآن بسعيهم في إبطاله ، { معاجزين } أي : مسابقين . وقرأ المكي والبصري : " معجّزين " . بالشد ، أي : مُثبطين الناس عن الإيمان . يقال : عاجزه : سابقه لأنَّ كل واحد منهما يطلب عجز الآخر ، واللحوق به ، فإذا غلبه ، قيل : أعجزه وعجزه . والمعنى : سعوا في معناها بالفساد من الطعن فيها ، حيث سمُّوها سحرًا وشعرًا وأساطير الأولين ، مسابقين في زعمهم وتقديرهم ، طامعين أن كيدهم للإسلام يتم لهم . { أولئك أصحابُ الجحيم } أي : ملازمو النار الموقودة . وقيل : هو اسم دركة من دركاتها . الإشارة : الدعاة إلى الله تعالى إنما شأنهم التحذير والتبشير ، ثم ينظرون ما يفعل الله في ملكه وخلقه ، من هداية أو إضلال ، وليس من شأنهم طلب ظهور المعجزات ، أو الكرامات ، ولا الحرص على هداية الخلق بالكد والاجتهاد ، إنما شأنهم التذكير ، ويردون الأمر إلى الملك القدير ، فلا يتأسفون على من تخلف عنهم . وكان عليه الصلاة والسلام - يحرص على هداية قومه - ، فلما نهاه الحق تعالى عن ذلك ، رجع وتأدب بكمال العبودية ، وبه اقتدى خلفاؤه من بعده ، فكان صلى الله عليه وسلم في أول أمره يتمنى أن ينزل عليه ما يُقارب بينه وبين قومه ، لعلهم يتدبرون فيما ينزل عليه فيُسلموا ، فقرأ يومًا سُورَةَ النَّجْمِ ، فَأُلقِي في مسامعهم ما يدل على مدح آلهتهم ، فحزن - عليه الصلاة والسلام - حين نسبوا ذلك له . مثلاً الله تعالى بقوله .