Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 30-33)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : لو : هنا ، ليست امتناعية ، بل إغيائية ، فلا جواب لها ، أي : تفعل بي هذا على كل حال ولو جئتك بشيءٍ مبين . يقول الحق جل جلاله : { قال } موسى عليه السلام لفرعون ، لَمَّا هدده بالسجن : { أوَلَوْ } أتفعل ما ذكرت من سجني ولو { جِئتُك بِشَيءٍ مُبين } واضح الدلالة على صدقي ، وتوحيد رب العالمين . يريد به المعجزة فإنها جامعة بين الدلالة على وجود الصانع وحكمته ، وبين الدلالة على صدق دعوى من ظهرت على يده . والتعبير عنه بالشيء للتهويل . { قال } فرعون : { فَأتِ به إن كُنتَ من الصادقين } فيما قلتَ من الإتيان بالشيء الواضح على صدق دعواك ، أو : من الصادقين في دعوى الرسالة . { فألقى عصاهُ فإذا هي ثعبان مبين } أي : ظاهرثعبانيته ، لا أنه تخيل بما يشبهه كشأن الشعوذة والسحر . رُوي أنها ارتفعت في السماء قدر ميل ، ثم انحطت مقبلة على فرعون ، تقول : يا موسى مرني بما شئت ، فيقول فرعون : أسألك بالذي أرسلك إلا اخذتها ، فأخذها ، فعادت عصا . { ونزع يده } أي : أخرجها من تحت إبطه ، { فإذا هي بيضاءُ للناظرين } أي : بياضاً خارجاً عن العادة ، بحيث يجتمع النظارة على النظر إليه لخروجه عن العادة . رُوي أن فرعون لما أبصر الآية الأولى قال : هل لك غيرها ؟ فأخرج يده ، وقال لفرعون : ما هذا ؟ قال : يدك ، فأدخلها تحت إبطه ، ثم نزعها ، ولها شعاعٌ يكاد يُغشي الأبصار ويسدّ الأفق . فسبحان القادر على كل شيء . الإشارة : النفوس الفرعونية هي التي تتوقف في الصدق والإيمان على ظهور المعجزة أو الكرامة ، وأما النفوس الزكية فلا تحتاج إلى معجزة ولا كرامة ، بل يخلق الله فيها الهداية والتصديق بطريقة الخصوصية ، من غير توقف على شيء . وبالله التوفيق .