Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 74-75)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جل جلاله : { وإن ربك لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ } أي : تخفي { صُدورُهُم وما يُعلنون } أي : يُظهرون من القول . وليس تأخير العذاب عنهم لخفاءَ حالِهم عليه ، ولكن له وقت مقدار ، فيمهلهم إليه . أو : إن ربك ليعلم ما يخفون وما يُعلنون من عداوتك ومكايدهم لك ، وهو معاقبهم على ذلك بما يستحقونه . وقرئ بفتح التاء ، من : كننت الشيء : سترته . { وما من غائبةٍ في السماء والأرض } أي : من خافية فيهما { إلا في كتاب مبين } في اللوح المحفوظ . يُسمى الشيء الذي يخفى ويعيب غائبه وخافية . والتاء فيهما كالتاء في العاقبة والعافية . ونظائرهما ، وهي أسماء غير صفات . ويجوز أن يكونا صفتين ، وتاؤهما للمبالغة ، كالرواية . كأنه قال : وما من شيء شديد الغيوبة إلا وقد علمه الله ، وأحاط به ، وأثبته في اللوح المحفوظ . ومن جملة ذلك : تعجيل عقوبتهم ، ولكن لكل شيء أجل معلوم ، لا يتأخر عنه ولا يتقدم . ولولا ذلك لعَجَّل لهم ما استعجلوه . والمُبين : الظاهر البين لمن ينظر فيه من الملائكة : أو : مبين لما فيه من تفاصيل المقدورات . والله تعالى أعلم . الإشارة : في الآية حث على مراقبة العبد لمولاه ، في سر وعلانيته ، فلا يفعل ما يخل بالأدب مع العليم الخبير ، ولا يجول بقلبه فيما يستحيي أن يظهره لغيره ، إلا أن يكون خاطراً ماراً ، لا ثبات له ، فلا قدرة للعبد على دفعه . وبالله التوفيق . ثم مدح كتابة المشتمل على حل العلوم الغيبية ، فقال : { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَقُصُّ … }