Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 1-3)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جل جلاله : { طسم } ، إما مختصرة من أسماء الله تعالى ، أقسم على حقّية كتابه ، وما يتلى فيه ، كأنها مختصرة من طهارته - أي : تنزيهه - وسيادته ، ومجده ، أو : من أسماء رسوله - وهو الأظهر - أي : أيها الطاهر السيد المجيد { تلك آيات الكتابُ المبين } ، إما من بان ، أو : أبان ، أي : بيِّن خيره وبركتُه ، أو مُبين للحلال والحرام ، والوعد والوعيد ، والإخلاص والتوحيد ، { نتلو عليك من نبأ موسى وفرعونَ } أي : بعض خبرهما العجيب . قال القشيري : كرَّر الحقُّ قصةَ موسى تعجيباً بشأنه ، وتعظيماً لأمره ، ثم زيادة في البيان لبلاغة القرآن ، ثم أفاد زوائد من الذكر في كل موضعٍ يُكرره . هـ . هذا مع الإشارة إلى نصر المستضعفين ، والامتنان عليهم بالظفر والتمكين ، ففيه تسلية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ووعد جميل له ولأمته . وقوله : { بالحق } : حال من فاعل { نتلو } ، أو : من مفعوله أو : صفة لمصدر محذوف أي ملتبسين أو : ملتبساً بالحق أو : تلاوة ملتبسة بالحق . { لقومٍ يؤمنون } لمن سبق في علمنا أنه يُؤمن لأن التلاوة إنما تنفع هؤلاء دون غيرهم ، فهو متعلق بنتلو . والله تعالى أعلم . الإشارة : تقديم هذه الرموز ، قبل سرد القصص ، إشارة إلا أنه لا ينتفع بها كل الانتفاع حتى يتطهر سره ، وَيُلْقِيَ سَمْعَهُ ، وهو شهيد ، فحينئذٍ يكون طاهراً سيداً مجيداً ينتفع بكل شيء ، ويزيد إلى الله بكل شيء . ولذلك خص تلاوة قصص موسى بأهل الإيمان الحقيقي لأنهم هم أهل الاعتبار والاستبصار . والله تعالى أعلم . ثم شرع في بيان شأنهما ، فقال : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي ٱلأَرْضِ … }