Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 162-163)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : { أفمن اتبع رضوان الله } بأن اعتقد في نبيه الكمال ، وأطاعه في وصف الجلال والجمال ، وهم المؤمنون ، حيث نزهوا نبيهم من النقائص ، ومَن هَجَسَ في قلبه شيء بادر إلى التوبة ، ثم اتصف بكمال الخصائص ، هل يكون { كمن باء } بغضب { من الله } ؟ وهم المنافقون ، حيث نافقوا الرسول واتهموه - عليه الصلاة والسلام - بالغلول . أو يقول : { أفمن ابتع رضوان الله } بالطاعة والانقياد { كمن باء بسخط من الله } بالمعاصي وسوء الاعتقاد { ومأواه جهنم وبئس المصير } أي المنقلب ، والفرق بين المصير والمرجع : أن المصير يجب أن يخالف الحالة الأولى ، ولا كذلك المرجع . قاله البيضاوي . { وهم درجات عند الله } أي : أهل الرضوان درجات متفاوتة عند الله ، على قدر سعيهم في موجب الرضا ، وأهل السخط درجات أيضاً ، على قدر تفاوتهم في العصيان ، وهو على حذف مضاف ، أي : ذُوو درجات ، { والله بصير بما يعملون } { فيجازي كُلاًّ } على قدر سعيه . الإشارة : { فأمن اتبع رضوان الله } بتعظيم الأولياء والعلماء وأهل النسبة ، كمن باء بسخط من الله بإهانة من أمر الله أن يُعظم ويُرفع ، ومأواه حجاب الحس وعذاب البعد ، { وبئس المصير } ، فأهل القرب درجات على قدر تقربهم إلى ربهم ، وأهل البعد درجات في البعد على قدر بعدهم من ربهم ، بشؤم ذنبهم وسوء أدبهم ، والله بصير بأعمالهم وما احتوت عليه قلوبهم .