Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 178-178)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : من قرأ بالتحتية ، فالذين كفروا : فاعل ، و { إن } وما بعدها : سد مسد المفعولين ، ومن قرأ بالفوقية فالذين : مفعول أول ، و { إنما } : سد مسد الثاني ، و { ما } : مصدرية ، والإملال : الإمهال والتأخير . ومنه : { وَاهْجُرْنِى مَلِيّاً } [ مريم : 46 ] . يقول الحقّ جلّ جلاله : ولا يظنن الذين كفروا أن إمهالي لهم وإمدادهم بطول الحياة ، هو خير لهم ، إنما نمهلهم استدراجاً { ليزدادوا } إثماً وعقوبة ، { ولهم عذاب مهين } يهينهم ، ويخزيهم يوم يُعز المؤمنين . الإشارة : إمهال العبد وإطالة عمره ، إن كانت أيامه مصروفةً في الطاعة واليقطةِ ، وزيادة المعرفة ، فإطالتها خير ، والبركة في العمر إنما هي بالتوفيق وزيادة المعرفة ، وفي الحكم : " من بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمان ما لا تدركه العبارة ولا تلحقه الإشارة " . وإن كانت أيام العمر مصروفة في الغفلة والبطالة وزيادة المعصية ، فالموت خير منها . وقد سُئل - عليه الصلاة والسلام - أيُّ الناس خَيْرٌ ؟ قال : " مَنْ طَالَ عُمرُه وَحَسُنَ عَمَلُهُ ، قيل : فَأَيُّ النّاسِ شر ؟ قال : مَنْ طَالَ عَمُرُهُ وَسَاءَ عَمله " والله تعالى أعلم . ولمّا قال عليه الصلاة والسلام : " إنَّ اللهَ أطلعني على من يُؤمِنُ بي ممن يكْفُر " قال المنافقون : نحن معه ولا يعرفنا .