Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 69-71)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : { لو } : مصدرية ، أي : تمنوا إضلالكم . يقول الحقّ جلّ جلاله : لبعض المسلمين - وهم حذيفة وعمار ومعاذ - دعاهم اليهود إلى دينهم وطمعوا فيهم : { ودت طائفة } أي : تمنت طائفة { من أهل الكتاب لو يُضلونكم } أي : يفتنونكم عن دينكم ، ويتلفونكم عن طريق الحق ، { وما يُضلون إلا أنفسهم } لأن المسلمين لا يقبلون ذلك منهم ، فرجع الضلال عليهم ، وعاد وباله إليهم ، وتضاعف عذابه عليهم ، { وما يشعرون } أن وباله راجع إليهم . ثم صرّح الحق تعالى بعتابهم ، فقال : { يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله } المنزلة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وتجحدون رسالته ؟ { وأنتم تشهدون } أنها من عند الله ، وأنه نبيّ الله ، وهو منعوت عندكم في التوراة والإنجيل ، والمراد أحبارهم ، أو تشهدون أنه نبيّ الله بالمعجزات الواضحات . { يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل } بالتحريف وإبراز الباطل في صورة الحق ، حتى كتمتم نعت محمد وحرفتموه ، وأظهرتم موضعه الباطل الذي سولت لكم أنفسكم ؟ { وتكتمون الحق } نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، { وأنتم تعلمون } أنه رسول الله حقّاً وأن دينه حق ، أو : وأنتم عالمون بكتمانكم . الإشارة : ترى كثيراً من أهل الرئاسة والجاه من أولاد الصالحين ، وممن ينتسب لهم ، إذا رأوا من ظهر بالخصوصية في زمانهم يتمنون إضلالهم وإطفاء أنوارهم ، خوفاً على زوال رئاستهم ، { وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون } ، { وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [ الصف : 8 ] ، وهذه نزعة يهودية سببها الحسد ، والحسود لا يسود ، وبعضهم يتحقق بخصوصية غيرهم ، فيكتمها وهو يشهد بصحتها ، فيقال لهم : { لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون } ؟ و { لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون } ؟