Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 84-84)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { أُنزل } : يتعدى بإلى لأنه ينتهي إلى الرسل ، ويتعدى بعلى ، لأنه يأتي من ناحية الحلو والاستعلاء ، وفرَّق بعضهُم بين التعبير هنا بعلى وفي البقرة بإلى ، فقال : لأن الخطاب هنا للرسول بالخصوص ، وقد أنزل عليه الوحي مباشرة ، وهناك الخطاب للمسلمين ، وإنما أنزل الوحي متوجهاً إليهم بالواسطة ، ولم يكن عليهم بالمباشرة . والله تعالى أعلم . يقول الحقّ جلّ جلاله : { قل } يا محمد لأهل الكتاب الذين فرقوا في إيمانهم بين الرسل : أما نحن فقد آمنا بالذي { أنزل علينا وما أنزل } على جميع الأنبياء والرسل { لا نفرق بين أحد منهم } كما فرَّقتم أنتم ، فَضَلَلْتُم ، { ونحن له مسلمون } أي : منقادون لأحكامه الظاهرة والباطنة ، أو مخلصون في أعمالنا كلها ، وقدَّم المنزل علينا على المنزل على غيرنا ، لأنه عيار عليه ومُعَرَّفٌ به . والله تعالى أعلم . الإشارة : ينبغي للفقير أن يبالغ في تعظيم شيخه ، ويسوغ له التغالي في شأنه ما لم يخرجه عن طَوْر البشر ، وما لم يؤد ذلك إلى إسقاط حُرمة غيره من الأولياء بالتنقيص أو غيره ، فحرمة الأولياء كحرمة الأنبياء ، فمن فرّق بينهم حُرِم بركة جميعهم . وبالله التوفيق .