Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 89-89)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحقّ جلّ جلاله : إلا مَن تاب من بعد الردة ، فأسلم وأصلح ما أفسد ، { فإن الله غفور } له فيما فعل ، { رحيم } به حيث تاب . ولمّأ نزلت الآية حملها إليه رجلٌ من قومه وقرأها عليه ، فقال الحارث : إنك ولله فيما علمت لصدوق ، وإن النبيّ صلى الله عليه وسلم لأصدق منك ، وإن الله - تعالى - لأصدق الثلاثة ، فرجع الحارث إلى المدينة ، فأسلم وحَسُن إسلامُه . الإشارة : كل مَن ابتغى الخصوصية من غير أهلها ، أو ادعاها ولم يأخذْها من معدنها ، فلن تُقبل منه ، وهو عند القوم من الخاسرين في طريق الخصوص ، فكل من لا شيخ له في هذا الشأن فهو لقيط ، لا أب له ، دَعِيٍّ ، لا نسب له . والمراد بأهلها : العارفون بالله ، أهلُ الفناء والبقاء ، أهل الجذب والسلوك ، أهل السكر والصحو ، الذين شربوا الخمر فسكروا ثم صحوا وتكملوا ، فمعدنُ الخصوصية عند هؤلاء ، فكل من لم يصحبهم ولم يشرب من خمرتهم ، لا يُقتدى به ، ولو بلغ من الكرامة ما بلغ ، وأخسرُ مِنْ صحب أهل هذه الخمرة ، وشهد بأن طريقهم حق ، ثم رجع عنها ، فهذا مغبون ملعون عند كافة الخلق ، أي : مطرود عن شهود الحق ، إلا مَن تاب ورجع إلى صحبتهم والأدب معهم ، فإن الله غفور رحيم .