Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 20-20)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جلّ جلاله : { يَحْسَبُون } أي : هؤلاء المنافقون { الأحزابَ } ، يعني : قريشاً وغطفان ، الذين تحزّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي : اجتمعوا ، أنهم { لم يذهبوا } ولم ينصرفوا لشدة جُبنهم ، مع أنهم انصرفوا . { وإن يأتِ الأحزابُ } كرة ثانية { يودُّوا لو أنهم بادون في الأعراب } ، والبادون : جمع باد ، أي : يتمنى المنافقون - لجُبنهم - أنهم خارجون من المدينة إلى البادية ، حاصلون بين الأعراب ليأمنوا على أنفسهم ، ويعتزلوا مما فيه الخوف من الحرب ، { يسألون } كل قادم منهم من جانب المدينة . وقرئ { يَسَاءلون } ، بالشد . أي : يتساءلون ، بعضهم بعضاً { عن أنبائكم } عن أخباركم وعما جرى عليكم ، { ولو كانوا } أي : هؤلاء المنافقون { فيكم } أي : حاضرون في عسكركم ، وَضَرَ قِتَالٌ ، { ما قاتلوا إلا قليلاً } رياءً وسمعة ، ولو كان لله لكان كثيراً إذ لا يقل عمل لله . الإشارة : الجبان يخاف والناس آمنون ، والشجاع يأمن والناس خائفون ، ولا ينال من طريق القوم شيئاً جبانٌ ولا مستحي ولا متكبر . فمن أوصاف الضعفاء : أنهم ، إذا نزلت بالقوم شدة أو محنة - كما امْتُحِنَ الجنيد وأصحابه - يتمنون أنهم خارجون عنهم ، وربما خرجوا بالفعل ، وإن ذهبت شوكتهم يحسبون أنهم لم يذهبوا لشدة جزعهم . ومن أوصافهم : أنهم يكثر سؤالهم عن أخبار القوم ، والبحث عما جرى بهم خوفاً وجزعاً ، ولو مضوا معهم لم يغنوا شيئاً . والله تعالى أعلم . ثم ذكرهم من أهل القوة ، فقال : { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ … }