Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 55-55)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : { لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ } أن يدخلوا عليهن بلا حجاب . قال ابن عباس : لما نزلت آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب : ونحن أيضاً نُكلمهن من وراء حجاب ، فنزلت : { لا جناح … } الخ ، أي : لا إثم عليهن في أن لا يحتجبن من هؤلاء . ولم يذكر العم والخال لأنهما يجريان مجرى الوالدين . وقد جاء تسمية العم أباً في قوله تعالى : { نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ … } [ البقرة : 133 ] وإسماعيل عم يعقوب ، فسمّاه أباً . وذكر القاضي إسماعيل ، عن الحسن والحسين : أنهما كانا لا يريان أمهات المؤمنين . وقال ابن عباس : إن رؤيتهما لهن تحل ، أي : لأنهما ولدا البعل . قال القاضي : وأحسبُ أن الحسن والحسين ذهبا في ذلك إلى أن أبناء البعولة لم يُذكروا في الآية . وقال في سورة النور : { ولا يبدين زينتهن } [ النور : 31 ] إلى قوله : { … أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ } [ النور : 31 ] ، فذهب ابن عباس إلى ما في سورة النور ، وذهب الحسن والحسين إلى ما في هذه السورة . هـ . { ولا نسائِهِن } أي : نساء المؤمنات ، فلا حجاب عليهن ، { ولا ما ملكتْ أيمانُهنّ } من العبيد والإماء . وقيل : من الإماء خاصة ، وأما العبيد فهم كالأجانب . وهو المشهور ، { واتقِينَ الله } فيما أُمِرتُن به من الحجاب ، وما نزل فيه الوحي من الاستتار ، واحتطن في ذلك . ونقل الكلام فيه من الغيبة إلى الخطاب لشدة التهديد ، ولذا قال : { إِن الله كان على كل شيءٍ شهيداً } عالماً يعلم خطرات القلوب وهواجسها ، فيعاتب عليها . الإشارة : ما قيل في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يُقال في نساء المشايخ والعلماء ، فتحتجبن من جميع الخلق ، إلا من محارمهن ، ولا يمنعهن من إدخال محارمهن عليهن إلا جامد أو جاهل ، ولا ينبغي لأحد أن يمنع زوجه من لقاء محرمها والدخول عليها إلا لفساد بيّن . وبالله التوفيق . ثم أمر بالصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم وحض عليها بعد أن أمر بتعظيمه واحترامه فقال : { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ … }