Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 1-4)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ يقول الحق جلّ جلاله : { يس } أيها السيد المفخم ، والمجيد المعظم ، { و } حق { القرآن الحكيم } المحكم { إِنك لمن المرْسلين } وفي الحديث : " إن الله تعالى سمّاني في القرآن بسبعة أسماء : محمد ، وأحمد ، وطه ، ويس ، والمزّمّل ، والمدّثر ، وعبد الله " ، قيل : ولا تصح الاسمية في يس لإجماع القراء السبعة على قراءتها ساكنة ، على أنها حروف هجاء محكية ، ولو سمي بها لأعربت غير مصروفة ، كهابيل وقابيل ، ومثلها " طس " و " حم " كما قال الشاعر : @ لما سمى بها السورة فهلا تلى حميمَ قبل التكلم @@ فدلَّ على أنها حروف حال التلاوة . نعم قد قُرىء " يسُ " بضم النون ، ونصبها ، خارج السبعة ، وعلى ذلك تخرج بأن اللفظ اسم للسورة ، كأنه قال : اتل يس ، على النصب ، وعلى أنها اسم من أسمائه صلى الله عليه وسلم ، وتوجه في قراءة الضم على النداء . هـ . قلت والظاهر إنها حروف مختصرة من السيد ، على طريق الرمز بين الأحباء ، إخفاء عن الرقباء . ثم أقسم على رسالته ، ردّاً على مَن أنكره بقوله : { والقرآنِ الحكيمِ } أي : ذي الحكمة البالغة ، أو : المحكم الذي لا ينسخه كتاب ، أو : ذي كلام حكيم ، فوصف بصفة المتكلم به ، { إِنك لَمِنَ المرسلين } مِن أعظمهم وأجلِّهم . وهو ردٌّ على مَن قال من الكفار : { لَسْتَ مُرْسَلاً } [ الرعد : 43 ] . { على صراطٍ مستقيمٍ } أي : كائناً على طريق مستقيم ، يوصل مَن سلكه إلى جوار الكريم ، فهو حال من المستكن في الجار والمجرور . وفائدته : وصف الشرع بالاستقامة صريحاً ، وإن دلَّ عليه : { إِنك لمن المرسلين } التزاماً ، أو : خبر ثان لإن . والله تعالى أعلم . الإشارة : قال القشيري : يس ، معناه : يا سيد رقَّاه أشرف المنازل ، وإن لم يسم إليه بطرق التأميل ، سُنَّة منه سبحانه أنه لا يضع أسراره إلا عند مَن تقاصرت الأوهام عن استحقاقه ، ولذلك قَضوا بالعَجَب في استحقاقه ، وقالوا : كيف آثر يتيم أبي طالب من بين البرية ، ولقد كان صلوات الله عليه في سابق اختياره تعالى مقدّماً على الكافة من أشكاله وأضرابه ، وفي معناه قيل : @ هذا وإن أصبح في أطمار وكان في فقر من اليسار آثرُ عندي من أخي وجاري وصاحب الدرهم والدينار وصاحب الأمر مع الإكثار @@ قال الورتجبي : قيل : الياء : الياء تُشير إلى يوم الميثاق ، والسين تُشير إلى سره مع الأحباب ، فقال : بحق يوم الميثاق ، وسرى مع الأحباب ، وبالقرآن الحكيم ، إنك لَمن المرسلين يا محمد هـ . وجاء : " إن قلب القرآن يس ، وقلبه : { سلام قولاً من رب رحيم } " قلت : وهو إشارة إلى سر القربة ، الداعي إليه القرآن ، وعليه مداره ، وحاصله : تسليم الله على عباده كِفاحاً ، لحياتهم به ، وأنسهم بحديثه وسره . وقيل : لأن فيه تقرير أصول الدين . قاله في الحاشية الفاسية . ثم فسّر القرآن ، المُقسَم به ، فقال : { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ … }