Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 86-88)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جلّ جلاله : { قل ما أسألُكُم } على تبليغ الوحي أو على القرآن { من أجْرٍ } دنيوي ، حتى يثقل عليكم ، { وما أنا من المتكلِّفين } أي : المتصنِّعين بما ليسوا من أهله ، وما عرفتموني قط متصنعاً حتى أنتحل النبوة ، أو أتقوّل القرآن ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " للمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ، ويتعاطى ما لا ينال ، ويقول ما لا يعلم " . { إِن هو } : ما هو { إِلا ذِكْرٌ } : وعظ من الله عزّ وجل { للعالَمين } الثقلين كافة ، { ولتعلمُنَّ نبأَهُ } نبأ القرآن ، وصحة خبره ، وما فيه من الوعد والوعيد ، وذكر البعث والنشور ، { بعد حين } بعد الموت ، أو : يوم بدر ، أو القيامة ، أو : بعد ظهور الإسلام وفشوه . وفيه من التهديد ما لا يخفى . ختم السورة بالذكر كما افتتحها بالذكر . الإشارة : تقدّم مراراً التحذير من طلب الأجر على التعليم ، أو الوعظ والتذكير ، اقتداء بالرسل عليهم السلام . وفي الآية أيضاً : النهي عن التكلُّف والتصنُّع ، وهو نوع من النفاق ، وضرب من الرياء . وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم اغفر للذين لا يدعون ، ولا يتكلفون ، ألا إني بريء من التكلُّف ، وصالحوا أمتي " وقال سلمان : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألاَّ نتكلف للضيف ما ليس عندنا ! " . وكان الصحابة رضي الله عنهم يُقَدِّمون ما حضر من الكسر اليابسة ، والحشف البالي أي : الرديء من التمر ويقولون : لا ندري أيهما أعظم وزراً ، الذي يحتقر ما قدم إليه ، أو : الذي يحتقر ما عنده فلا يقدمه . هـ . وبالله التوفيق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه .