Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 52-52)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جلّ جلاله : { أَوَلَمْ يعلموا } أي : أقالوا ذلك ولم يعلموا ، أو أَغفلوا ولم يعلموا { أَنَّ الله يبسُطُ الرِّزقَ } أي : يوسعه { لمَن يشاءُ ويقدرُ } أي : يضيق لمَن يشاء بلا سبب ولا علة ، أو : يجعله على قدر القوت من غير زيادة ولا نقصان ، وهو من إتمام النعمة . وفي الحِكَم : " من تمام النعمة عليك أن يعطيك ما يكفيك ، ويمنعك ما يطغيك " { إِن في ذلك } : البسط والقبض { لآياتٍ } دالة على أن الحوادث كلها من الله بلا واسطة ، { لقوم يؤمنون } ، إذ هم المستدلُّون بها على أن القابض والباسط هو الله ، دون غيره . الإشارة : قد يبسط الله الرزق لمَن لا خلاق له عنده ، ويقبضه عن أحب الخلق إليه ، وهو الغالب ، فرزق المتقين كفاف ، ورزق المترفين جزاف . ولما وبَّخ المشركين ، وأطنب الكلام فيه ، وأبرقَ وأرعد ، رغّب في التوبة للكافة ، استعطافاً وترغيباً بعد الترهيب ، فقال : { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ } .