Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 110-111)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : { إذ } : بدل من { يوم يجمع } ، أو باذكر ، وجملة { تكلم } : حال من مفعول { أيدتك } . يقول الحقّ جلّ جلاله : واذكر { إذ } يقول الله جل وعز يوم القيامة : { يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك } بالنبوة والرسالة ، وعلى أمك بالاصطفائية والصديقية ، وذلك حين { أيدتك } أي : قويتك { بروح القدس } ، وهو جبريل عليه السلام كان لا يفارقك في سفر ولا حضر ، أو بالكلام الذي تحيا به الأنفس والأرواح ، الحياة الأبدية . كنت { تكلم الناس في المهد } أي : كائنًا في المهد { وكهلاً } أي : تكلم في الطفولة والكهولة بكلام يكون سببًا في حياة القلوب ، وبه استدل أنه ينزل ، لأنه رفع قبل أن يكتهل ، { و } اذكر { إذ علّمتك الكتاب } أي : الكتابة ، { والحكمة } : النبوة { والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرىء الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني } وتقدم تفسيرها في آل عمران . وكرر { بإذني } مع كل معجزة إبطالاً لدعوى الربوبية فيه ، إذ قد عزله عن قدرته ومشيئته مع كل معجزة . قال ابن جزي : الضمير المؤنث يعنيه في " فيها " يعود على الكاف ، لأنها صفة الهيئة ، وكذلك المذكور في آل عمران . { فأنفخ فيه } يعود على الكاف ، لأنها بمعنى مثل ، وإن شئت قلت : هو في الموضعين يعود على الموصوف المحذوف الذي وصف به كهيئة ، فتقديره في التأنيث : صورة ، وفي التذكير : شخصًا ، أو خلقًا وشبه ذلك . هـ . { و } اذكر أيضًا { إذ كففت بني إسرائيل عنك } حين هموا بقتلك ، { إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين } أي : ما هذا الذي جئتنا به إلا سحرًا ، أو : قالوا في شأنك حين جئتهم : ما هذا إلا ساحر مبين ، { و } اذكر أيضًا { إذ أوحيت إلى الحواريين } أي : ألهمتهم ، أو أمرتهم بأن { آمنوا بي وبرسولي } عيسى ، فامتثلوا ، { وقالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون } أي : منقادون ومخلصون . الإشارة : قال الورتجبي : من تمام نعمة الله تعالى عليه صيرورة جسمه بنعت روحه في المهد على شبابه بالقوة الإلهية ، بأن نطق بوصف تنزيه الله وقدسه وجلاله ، وربويته وفناء العبودية فيه ، وبقيت تلك القدرة فيه إلى كهولته ، حتى عرّف عباد الله تنزيه الله وقدس صفات الله وحسن جلال الله ، وهذا معنى قوله تعالى : { تُكلم الناس في المهد وكهلاً } ، وزاد في وصفه بقوله : { وإذ علمتك الكتاب } ، تجلى بقدرته بيده حتى يخط بغير تعلم . هـ . فانظره ، مع ما ورد في التاريخ أنه كان يذهب مع الصبيان للمكتب . ثم ذكر معجزة المائدة ، فقال : { إِذْ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ } .