Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 14-14)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : وأخذنا أيضًا عهدًا وميثاقًا من النصارى ، الذين سموا أنفسهم نصارى ادعاء لنصرة عيسى عليه السلام ولم يقوموا بواجب ذلك عملاً واعتقادًا ، أخذناه عليهم بالتزام أحكام الإنجيل ، وأن يؤمنوا بالله وحده لا شريك له ، ولا صاحبة ولا ولد ، وأن يؤمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام إن أدركوه ويتبعوه ، { فنسوا حظًا مما ذُكروا به } أي : نسوا ما ذكرناهم به ، وتركوا حظًا واجبًا مما كلفوا به ، { فأغرينا } أي : سلطنا { بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة } ، فهم يقتتلون في البر والبحر ، ويتحاربون إلى يوم القيامة ، فكل فرقة تلعن أختها وتكفرها ، أو بينهم وبين اليهود ، فالعداوة بينهم دائمة ، { وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون } بالجزاء والعقاب . الإشارة : يؤخذ من الآية أن من نقض العهد مع الله بمخالفة ما أمره به أو نهاه عنه . أو مع أولياء الله ، بالانتقاد عليهم وعدم موالاتهم ، ألقى الله في قلب عباده العداوة والبغضاء له ، فيبغضه الله ، ويبغضه عبادُ الله ، ومن أوفى بما أخذه الله عليه من العهد بوفاء ما كلفه به ، واجتناب ما نهاه عنه ، وتودد إلى أوليائه ، ألقى الله في قلب عباده المحبة والوداد ، فيحبه الله ، ويحبه عباد الله ، ويتعطف عليه أولياء الله ، كما في الحديث : " إذا أحبَّ الله عبدًا نادى جبريل ، إنَّ اللهَ يحبّ فلانًا فأحِبَّه ، فيُحِبَّهُ جبرِيلُ . ثم يُنَادِي في الملائكة : إن اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فأحِبُّوه . فيُحِبُّه أهلُ السَّمَاءِ ، ثم يُلقَى له القَبولُ في الأرض " … الحديث . ثم دعا أهل الكتابين إلى الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال : { يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا } .