Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 36-37)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : { لو أن لهم } : الجار متعلق بالاستقرار ، لأنه خبر " إن " مقدمًا ، والضمير في { به } : يعود على ما ومثله ، ووحده باعتبار ما ذكر كقوله : { عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ } [ البَقَرَة : 68 ] . يقول الحقّ جلّ جلاله : { إن الذين كفروا } حين يشاهدون العذاب يتمنون الفداء ، فلو { أن لهم ما في الأرض جميعًا } من الأموال والعقار { ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تُقبل منهم } ولا ينفعهم { ولهم عذاب مقيم } لا خلاص لهم منه ، وهذا كما ترى في الكفار ، وأما عصاة المؤمنين فيخرجون منها بشفاعة نبيهم عليه الصلاة والسلام ولا حجة للمعتزلة في الآية ، خلافًا لجهالة الزمخشري . الإشارة : كل من مات تحت قهر الحجاب ، ونكّبته المشيئة عن دخول الحضرة مع الأحباب ، حصل له الندم يوم القيامة ، فلو رام أن يفتدى منه بملء الأرض ذهبًا ما تقبل منه ، بل يبقى مقيمًا في غم الحجاب ، معزولاً عن رؤية الأحباب ، يتسلى عنهم بالحور والولدان ، وتفوته نظرة الشهود والعيان في كل حين وأوان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . ثم ذكر حكم السارق الذي تقدم ذكره في قضية طعمة بن أبيرق لما تقدم أن هذه السورة مكملة لما قبلها ، فقال : { وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقْطَعُوۤاْ أَيْدِيَهُمَا } .