Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 7-7)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحقّ جلّ جلاله : { واذكروا نعمة الله عليكم } بالهداية والعز والنصر ، { و } اذكروا { ميثاقه الذي واثقكم به } حين بايعتم نبيه في بيعة العقبة وبيعة الرضوان على الجهاد وإظهار الدين ، وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره ، حين { قلتم } له : { سمعنا وأطعنا } فيما تأمرنا به في عسرنا ويسرنا ، في منشطنا ومكرهنا ، { واتقوا الله } في نقض العهود ، { إن الله عليم بذات الصدور } أي : خفياتها ، فيجازيكم عليها ، فضلاً عن جليات أعمالكم ، والمقصود : الترغيب في الجهاد الذي هو من كمال الدين . الإشارة : يقال للفقراء الذين مّن الله عليهم بصحبة شيوخ التربية ، وأخذوا عنهم العهد ألا يخالفوهم : اذكروا نعمة الله عليكم ، حيث يسَّر لكم من يُسَيّركم إلى حضرة ربكم ، ويعرفكم به ، وغيركم يقول : إنه معدوم ، أو خفي لا يعرفه أحد ، وهذا الكنز الذي سقطتم عليه ، قلَّ من وجده ، واذكروا أيضًا ميثاقه الذي واثقه عليكم ألا تخالفوهم ، ولو أدى الأمر إلى حتف أنفكم . كان شيخ شيوخنا سيدي العربي بن عبد الله ، يقول : الفقير الصادق ، هو الذي إذا قال له شيخه : ادخل في عين الإبرة ، يقوم مبادرًا يُحاول ذلك ، ولا يتردد . وقال أيضًا : صاحبي هو الذي نقتله بشعرة ، وقد تقرر أن من قال لشيخه : لِمَ ، لا يفلح ، وهذا أمر مقرر في علم التربية كما في قضية الخضر مع سيدنا موسى عليه السلام ـ . واتقوا الله في اعتقاد مخالفتهم سرًا { إن الله عليم بذات الصدور } فإن الاعتراض سرًا أقبح لانه خيانة ، فليبادر المريد بالتوبة منه ويغسله من قلبه . والله تعالى أعلم . ولما كان الجهاد لا يقوم إلا بنصب الإمام ، ذَكَر ما يتعلق به من العدل في الأحكام ، فقال : { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ } .