Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 111-111)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { قبلاً } : بكسر القاف معاينة ، وبضمتين : جمع قبيل ، أي : ضمناء ، وهو حال . يقول الحقّ جلّ جلاله : في الرد على المشركين ، حين أقسموا : لئن رأوا آية ليؤمنن بها ، فقال تعالى : { ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكة } تشهد لك بالنبوة كما اقترحوا ، { وكلمهم الموتى } كما طلبوا بقولهم : { فَأتُواْ بِأَبَآئِنَآ } [ الدخان : 36 ] ، وقالوا : إنَّ قُّصيًّا كان شيخ صِدق ، فابعثه لنا يكلمنا ويشهد لك بما تدعي . { و } لو { حشرنا عليهم } أي : جمعنا عليهم ، { كل شيء } من الحيوانات والجمادات ، معاينة ، أو ضمناء ، تشهد لك بالرسالة والنبوة ، { ما كانوا ليؤمنوا } بك في حال من الأحوال ، { إلا أن يشاء الله } إيمانهم فيمن لم يسبق له الشقاء ، { ولكن أكثرهم يجهلون } أنهم لو أُوتوا بكل آية لم يؤمنوا ، فكيف يقسمون بالله جَهدَ أيمانهم على ما لا يعلمون ؟ ، فالجهل بهذا المعنى حاصل لأكثرهم ، ومطلق الجهل حاصل لجميعهم ، أو : ولكن أكثر المسلمين يجهلون أنهم لا يؤمنون ، فيتمنون نزول الآية طمعًا في إيمانهم . قاله البيضاوي . الإشارة : في الآية تسكين لقلوب الأولياء الداعين إلى الله ، حين يرون الخلق قد حادوا عن باب الله ، وتعلقت هممهم بالدنيا الدنية ، وتشتتت قلوبهم ، وضاعت عليهم أعمارهم ، فيتأسفون عليها ، فإذا تفكروا في هذه الآية وأمثالها سكنوا وردوا أمر عباد الله إلى مشيئته وإرادته ، فلو شاء الله لهدى الناس جميعًا ، ولا يزالون مختلفين : { ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله } . وبالله التوفيق . ومما تعلقت به المشيئة ، وجرت به الحكمة ، أنه لا بد أن يبقى للنبي من يُحَرِّكه إلى ربه ، كما أبان ذلك بقوله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ } .