Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 2-2)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { أجل } : مبتدأ . و { مُسَمى } : صفته . و { عنده } : خبر ، وتخصيصه بالصفة أغنَى عن تقديم الخبر . يقول الحقّ جلّ جلاله : { هو الذي خلقكم من طين } أي : ابتدأ خلقكم منه ، وهو آدم ، لأنه المادة الأولى ، وهو أصل البشر . { ثم قضى أجلاً } تنتهون في حياتكم إليه . وهو الموت . { وأجل مسمى } مُعيَّن للبعث ، لا يقبل التغيير ، ولا يتقدم ولا يتأخر ، عنده استأثر بعلمه ، لا مدخل لغيره فيه بعلم ولا قدرة ، وهو المقصود بالبيان ، { ثم أنتم تمترون } أي : تشكُّون في هذا الأجل المسمى الذي هو البعث . و { ثم } : لاستبعاد امترائهم بعد ما ثبت عنه أنه خالقهم ، وخالق أصولهم ومحييهم إلى آجالهم ، فإن مَن قدر على خلق المواد وجمعها ، وإيداع الحياة فيها وإبقائها ما شاء ، كان أقدر على جمع تلك المواد وإحيائها ثانيًا . قاله البيضاوي . الإشارة : القوالب من الطين ، والأرواح من نور رب العالمين ، فالطينية ظرف لنور الربوبية ، الذي هو الروح لأن الروح نور من أنوار القدس ، وسر من أسرار الله ، فمن نظَّف طينته ولطَّفها ظهرت عليها أسرار الربوبية والعلوم اللدنية ، وكُشف للروح عن أنوار الملكوت وأسرار الجبروت ، وانخنَست الطينية ، واستولت عليها الروح النورانية ، ومن لطّخ طينته بالمعاصي وكثّفها باتباع الشهوات ، انحجبت الأنوار واستترت ، واستولت الطينية الظُلمانية على الروح النُورانية ، وحجبتها عن العلوم اللدنية والأسرار القدسية ، بحكمته تعالى وعدله وظهور قهره . وبالله التوفيق . ثم برهن على وحدانيته الخاصة ، فقال : { وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَفِي ٱلأَرْضِ } .