Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 40-41)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال في المشارق : أرأيتك : معناه : الاستخبار والاستفهام ، أي : أخبرني عن كذا ، وهو بفتح التاء في المذكر والمؤنث والواحد والجمع ، تقول : أرأيتك وأرأيتكما وأرأيتكم ، ولم تُثَن ما قبل علامة المخاطب ولم تَجمعَهُ ، فإذا أردت معنى الرؤية أي البصرية ثَنيت وجمعت وأنثت ، فقلت : أرأيتك قائمًا ، وأرأيتُكِ قائمة ، وأرأيتكما وأرأيتموكم وأرأيتيكن . هـ . وقال في الإتقان : إذا دخلت الهمزة على " رأيت " امتنع أن يكون من رؤية العين والقلب ، وصار المعنى : أخبرني ، وهو خلاف ما قال في المشارق ، فانظره وانظر الحاشية الفاسية . قال البيضاوي : { أرأيتكم } : استفهام تعجب ، والكاف : حرف خطاب ، أكد به الضمير للتأكيد ، لكن لا محل له من الإعراب ، لأنك تقول : أرأيتك زيدًا ما شأنه ، فلو جعلت الكاف مفعولاً كما قاله الكوفيون لعدَّيت الفعل إلى ثلاثة مفاعيل ، ولزم في الآية أن يقول : أرأيتكموكم ، بل الفعل معلق ، أو المفعول محذوف ، وتقديره : أرأيتكم آلهتكم تنفعكم إذ تدعونها إن أتاكم عذاب الله ، ويدل عليه : { أغير الله تدعون } . هـ . وجواب { إنْ } : محذوف أي : إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة فمن تدعون ؟ وجواب { إن كنتم } : محذوف أيضًا أي : إنَّ كنتم صادقين في أنَّ غير الله ينفعكم فادعوه ، ثم وصفهم بأنهم لا يدعون حينئذٍ إلا الله . يقول الحقّ جلّ جلاله : { قل } لهم يا محمد : { أرأيتكم } أي : أخبروني { إن أتاكم عذاب الله } في الدنيا كما أتى من قبلكم ، { أو أتتكم الساعة } وأهوالها ، { أغير الله تدعون } وتلتجئون إليه في كشف ما نزل بكم { إن كنتم صادقين } أن الأصنام آلهة ، لا ، { بل أياه تدعون } وحده ، { فيكشف ما تدعون إليه } أي : ما تدعونه إلى كشفه ، { إن شاء } أن يتفضل عليكم بالكشف في الدنيا ، وقد لا يشاء ، { وتنسون ما تشركون } أي : وتتركون آلهتكم في ذلك الوقت لِما ركز في العقول من أنه قادر على كشف الضر دون غيره ، أو تنسون من شدة الأمر وهوله . الإشارة : إنما يظهر توحيد الرجال عند هجوم الأحوال ، فإن رجع إلى الله وحده ولم يلتفت إلى شيء سواه ، علمنا أنه من الأبطال ، وإن فزع إلى شيء من السَّوى ، علمنا أنه من جملة الضعفاء . وعندهم من جملة أصول الطريق : الرجوع إلى الله في السراء والضراء ، فإن رجع إليه أجابه فيما يريد ، وفي الوقت الذي يريد ، وقد لا يريد على حسب إرادة المريد . والله تعالى أعلم . ثم حضَّ على الرجوع إليه في حالة الضراء ، فقال : { وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } .