Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 104-105)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : من قرأ : عليّ بشد الياء ، فحقيق : مبتدأ ، و عليّ : متعلق به ، و ألاَّ أقول : خبره ، أي : حقيق عَلَيَّ قولُ الحق . ومن قرأ : { عَلَى } بالتخفيف ، فحقيق : صفة لرسول ، و على : حرف جر ، و ألاَّ أقول : مجرور ، أي : إني رسول حقيق على قول الحق ، وعدَّاه بعلى لتضمنه معنى حريص ، أو تكون على بمعنى الباء أي : حقيق بقول الحق ، وقد يبقى على أصله لأمن الالتباس والمعنى : حقيق على قول الحق أنا أكون أنا قائله ، لا يرضى إلا مثله ناطقًا به . انظر البيضاوي . يقول الحقّ جلّ جلاله : { وقال موسى يا فرعونُ إني رسولٌ من ربِّ العالمين حقَيقٌ } واجب { على أن لا أقول على الله إلا الحقَّ } لأنني معصوم من النطق بغيره ، فإن كذَّبتني فقد { جئتكم ببيّنة من ربكم } أي : بمعجزة واضحة ، تدل على صدقي ، وهي العصا : { فأرْسِلْ معي بني إسرائيل } أي : فخل سبيلهم ، حتى يرجعوا معي إلى الأرض المقدسة : التي هي وطنُ آبائهم ، وكان قد استعبدهم واستخدمهم في الأعمال الشاقة وذلك أنه لما تُوفِّي يوسف عليه السلام غلب عليهم فرعونُ واستعبدهم حتى أنقذهم الله على يد موسى ، وكان بين اليوم الذي دخل فيه يوسف مصر واليوم الذي دخله موسى رسولاً إلى فرعون : أربعمائة عام . ثم طلب منه إظهار المعجزة ، فقال : { قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ } .