Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 106-112)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : يقال : أرجأ ، بالهمز ، يرجىء بمعنى آخر فمن قرأ بالهمزة فعلى الأصل ، ومن قرأه بغير الهمزة فيحتمل أن يكون بمعنى المهموز ، وسهلت الهمزة ، أو يكون بمعنى الرجاء ، أي : أطمعه ، وأما ضم الهاء وكسرها فلغتان ، وأما إسكانها فلغة أجرى فيها الوصل مجرى الوقف . وقد تتبع البيضاوي توجيه القراءات ، فانظره إن شئت . يقول الحقّ جلّ جلاله : { قال } فرعون لموسى عليه السلام : { إن كنتَ جئتَ بآيةٍ } مَن عند مَن أرسلك ، كما ذكرتَ ، { فأتِ بها } وأحضرها ليَثبت بها صدقك { إن كنت من الصادقين } في دعواك ، { فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبين } أي : ظاهر أمره ، لا يشك في أنه ثعبان ، وهي الحية العظيمة . رُوِي أنه لما ألقاها صار ثعبانًا أشعر ، فاغرًا فاه ، بين لحييه ثمانون ذراعًا ، وضع لحيه الأسفل على الأرض والأعلى على سور القصر ، ثم توجه نحو فرعون ، فهرب منه وأحدَثَ ، وانهزم الناسُ مُزدحمين ، فمات منهم خمسة وعشرون ألفًا ، وصاح فرعون : يا موسى ، أنشدك الذي أرسلك خذه ، وأنا أُومن بك ، وأرسل معك بني إسرائيل ، فأخذه فعاد عصًا . قاله البيضاوي . ثم أظهر له معجزة أخرى : { ونَزَعَ يدهُ } من جيبه ، أو من تحت إبطه ، { فإذا هي بيضاءُ للناظرين } أي : بيضاء بياضًا خارجًا عن العادة ، يجتمع عليها النظارة ، أو بيضاء للنظار ، لا أنها كانت بيضاء في خلقتها ، بل كانت شديدة الأدمة كلون صاحبها . رُوِي أنه كان شديد الأدمة فأدخل يده في جيبه أو تحت إبطه ، ثم نزعها ، فإذا هي بيضاء نورانية ، غلب شعاعُها شعاعَ الشمس . { قال الملأُ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم } ، قيل : هو وأشرافُ قومه ، على سبيل المشاورة في أمره ، فحكى عنه في سورة الشعراء ، وعنهم هنا ، أو قاله هو ووافقوه عليه ، كعادة جلساء الملوك مع أتباعهم . { يريد أن يُخرجكم من أرضِكم } بالحيل ، أو بالقتال ، أو بإخراج بني إسرائيل ، وكانوا خدامًا لهم ، فتخرب البلد من بعدهم ، لأنهم خدامها وعمارها . قال فرعون : { فماذا تأمرون } أي : تُشيرون عليَّ أن أفعل ؟ { قالوا أرجِه } أي : أخّره { وأخاه } أي : أخرّهما حتى تنظر في أمرهما ، وقيل : أمروه بسجنهما ، { وأرسل في المدائن } أي : مدائن عمالتك { حَاشرين } يحشرون لك السحرة ، { يأتوك بكلِّ ساحرٍ عليم } . ثم ذكر مجيئهم ، وما كان من أمرهم مع موسى عليه السلام ، فقال : { وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ } .