Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 3-3)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : { قليلاً } : صفة لمصدرٍ ، أو زمانٍ محذوف ، أي : تتذكرون تذكرًا قليلاً ، أو زمانًا قليلاً ، والعامل فيه : تذكرون ، و { ما } : زائدة لتأكيد القلة . يقول الحقّ جلّ جلاله : { اتَّبِعُوا } أيها الناس { ما أُنزل إليكم من ربكم } من أحكام القرآن والسنة إذ كله وحي يوحى ، { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ } [ النّجْم : 3 ] ، { ولا تتبعوا من دونه } أي : الله ، { أولياءَ } من الجن والإنس يضلونكم عن دينه ، أو : ولا تتبعوا من دون ما أنزل إليكم أولياء ، تتبعونهم فيما يأمرونكم به وينهونكم ، وتتركون ما أنزل إليكم من ربكم ، { قليلاً ما تذكَّرون } : تتعظون حيث تتركون دين الله وتتبعون غيره ، بعد كمال إنذاره ووضوح تذكاره ، وذلك لانطماس البصيرة وعمي القلوب ، والعياذ بالله . الإشارة : اتباع الحبيب في أمره ونهيه يدل على صحة دعوى المحبة ، ومخالفته يدل على بطلانها . @ تَعصِي الإله وأنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ هذَا محَالٌ في القِيَاسِ بَدِيعُ لَو كانَ حُبُّكَ صَادِقًا لأطَعتَهُ إنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطِيعُ @@ وجمع المحبة في محبوب واحد يدل على كمالها ، وتفرق المحبة يدل على ضعفها ، ولذلك قال الشاعر : @ كَانَت لَقلبِي أهواءٌ مُفرَّقةٌ فَاستَجمَعَتْ مُذ رَأتكَ العَيْنُ أهوائي @@ فلا تجتمع المحبة في محبوب واحد إلا بعد كمال معرفة المحبوب ، وشهود أنوار جماله وكمال أسراره . والله تعالى أعلم . ثم ذكر وبال من لم يتبع ، فقال : { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَ } .