Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 13-14)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : ذلكم : مبتدأ حُذف خبره ، أي : ذلكم العقاب أو العذاب ، أو خبر ، أي : الأمر ذلكم ، أو منصوب بمضمر يفسره فذوقوه ، والكافرون : عطف على ذلكم ، أو نصب على المفعول معه ، وقرئ بالكسر استئنافاً . يقول الحق جل جلاله : { ذاك } الضرب لأعناق الكفار ، أو الأمر به { بأنهم } بسبب أنهم { شاقوا } أي : خالفوا { الله ورسوله } ، وصاروا كأنهم في شق وهو في شق مبالغة في المخالفة والمباعدة ، { ومن يشاقق الله ورسوله } ويبعد عنهما { فإن الله شديد العقاب } لكم من خالفه أو خالف رسوله ، وهو تقرير للتعليل ، أو وعيد بما أعد الله لهم في الآخرة بعد ما حاق بهم في الدنيا ، { ذلكم } العذاب { فذوقوه } وباشروا مرارته ، { وأنَّ للكافرين عذابَ النار } ، والمعنى : ذُوقوا ما عجل لكم من النقمة في الدنيا مع ما يحل عليكم في الآخرة من عذاب النار ، ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أن الكفر سبب العذاب العاجل والآجل . الإشارة : مخالفة الله ورسوله توجب الطرد والبعاد ، وموافقة الله ورسوله توجب القربة والوداد ، وهذا الموافقة التي توجب للعبد المحبة والوداد تحصل بخمسة أشياء : امتثال أمره ، واجتناب نهيه ، والإكثار من ذكره ، الاستسلام لقهره ، والاقتداء بنبيه صلىالله عليه وسلم والتأدب بآدابه ، والتخلق بأخلاقه ، وبأضداد هذه الأشياء يحصل للعبد المخالفة التي توجب طرده وبُعده ، وهي مخالفة أمره ، وارتكاب نهيه ، والغفلة عن ذكره ، والتسخط عند نزول قهره ، وعدم الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم بارتكاب البدع المحرمة والمكروهة ، حتى يُفضى به الحال إلى المشاققة والمباعدة ، { ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب } بالله التوفيق . ثم نهى عن الفرار في الحرب ، فقال : { يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ } .