Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 35-35)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جل جلاله : { وما كان صلاتهم } التي يصلونها في بيت الله الحرام ، ويسمونها صلاة ، أو ما يضعون موضعها ، { إلا مكاءً } أي : تصفيراً بالفم ، كما يفعله الرعاة ، { وتصديةً } أي : تصفيقاً باليد ، الذي هو من شأن النساء ، مأخوذ من الصدى ، وهو صوت الجبال والجدران . قال ابن جزي : كانوا يفعلون ذلك إذا صلى المسلمون ، ليخلطوا عليهم صلاتهم . وقال البيضاوي : رُوي أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة ، الرجال والنساء ، مشبكين بين أصابعهم ، يصفرون فيها ويصفقون ، وقيل : كانوا يفعلون ذلك إذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُصلي ، يخلطون عليه ، ويرون أنهم يصلون أيضاً ، ومساق الآية : تقرير استحقاقهم العذاب المتقدم في قوله : { وما لهم ألا يعذبهم الله } ، أو عدم ولايتهم للمسجد ، فإنها لا تليق بمن هذه صلاته . هـ . قال تعالى : { فذوقوا العذاب } الذي طلبتم ، وهو القتل والأسر يوم بدر ، فاللام للعهد ، والمعهود : أو ائتنا بعذاب أليم ، أو عذاب الآخرة ، { بما كنتم تكفرون } أي : بسبب كفركم اعتقاداً وعملاً . الإشارة : وما كان صلاة أهل الغفلة عند بيت قلوبهم إلا ملعبة للخواطر والهواجس ، وتصفيقاً للوسواس والشيطان ، وذلك لخراب بواطنهم من النور ، حتى سكنتها الشياطين واستحوذت عليها ، والعياذ بالله ، فيقال لهم : ذوقوا عذاب الحجاب والقطيعة ، بما كنتم تكفرون بطريق الخصوص وتبعدون عنهم . والله تعالى أعلم . ولما سلمت عير قريش من النبي صلى الله عليه وسلم ، ووقعت غزوة بدر ، وكان مات فيها صناديدهم ، حبس أبو سفيان ذلك المال ، وأنفقه في حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله في ذلك ، وفي غيره ، ممن أنفق في إعانة الكفار على حرب المسلمين قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } .