Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 7-8)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : { وإذ } : ظرف لاذكر ، محذوفة ، و { أنها لكم } : بدل اشتمال من { إحدى الطائفتين } والشوكة : الحدة ، مستعارة من واحد الشوك ، وسميت الحرب شوكة لحدة سلاحها . يقول الحق جل جلاله : { و } اذكروا { إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين } قريشاً أو عِيرهَم ، وعدكم { أنها لكم وتَودون } وتتمنون { أنَّ غير ذات الشوكة } أي : ذات الحرب { تكونُ لكم } وهي العير ، فإنها لم يكن فيها إلا أربعون رجلاً ، وتكرهون ملاقاة النفير لكثرة عَدَدِهِمِْ وعُددهم ، { ويريد الله أن يُحق الحق } أي : يظهر الحق ، وهو الإسلام ، بقتل الكفار وهلاكهم في تلك الغزوة ، { بكلماته } أي : بإظهار كلماته العليا ، أو بكلماته التي أوحى بها في هذه الحال ، أو بأوامره للملائكة بالأمداد ، أو بنفود كلماته الصادقة بهلاكهم ، { ويقطع دابر الكافرين } أي : يستأصلهم ويقطع شوكتهم . ومعنى الآية : أنكم تُريدون أن تُصيبوا مالاً ولا تلقوا مكروهاً ، والله يريد إعلاء الدين وإظهار الحق ، وما يحصل لكم من فوز الدارين ، وإنما فعل ما فعل من سوقكم إلى القتال { ليُحق الحق ويُبطل الباطل } أي : ليُظهر الدين ويبطل الكفر . قال البيضاوي : وليس بتكرار لأن الأول لبيان المراد ، وما بينه وبين مرادهم من التفاوت ، والثاني لبيان الداعي إلى حمل الرسول صلى الله عليه وسلم على اختيار ذات الشوكة وقصره عليها . هـ . وقال ابن جزي : ليس تكرار للأول لأن الأول مفعول يريد ، هذا تعليل لفعل الله تعالى ، ويحتمل أن يريد بالحق الأول الوعد بالنصرة ، وبالحق الثاني الإسلام ، فيكون المعنى : أنه نصرهم ليظهر الإسلام ، ويؤيد هذا قوله : { ويُبطل الباطل } أي : يُبطل الكفر ، { ولو كره المجرمون } ذلك ، فإن الله لا بد أن يظهر دينه على الدين كله ، ولو كره الكافرون . الإشارة : وعد الله المتوجهين إليه بالوصول إلى سر الخصوصية ، وهي الولاية ، لكن بعد المجاهدة والمحاربة للنفوس لأن الحضرة لا يدخلها إلا أهل التهذيب والتدريب ، وترى كثيراً من الناس يتمنون أن تكون لهم من غير حرب ولا قتال ، ويريد الله أن يحق الحق بكشف الحجب عن القلوب ، حتى لا يشاهدوا إلا الحق ، ويُبطل الباطل ، وهو السَّوي ، ولا يكون في العادة إلا بعد موت النفوس وتهذيبها وتطهيرها بالرياضة على شيخ عارف . قال الششتري مترجماً عن لسان الحقيقة : @ أن تُرِدْ وَصْلَنَا فَمَوْتكَ شَرْطٌ لا يَنَالُ الوِصَالَ مَنْ فِيهِ فَضْلَه @@ ثم ذكر إمدادهم بالملائكة ، فقال : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ } .