Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 88, Ayat: 21-26)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جلّ جلاله : { فَذَكِّر } الناس بالأدلة العقلية والنقلية ، { إنما أنت مُذكِّّر } ليس عليك إلاَّ التبليغ { لستَ عليهم بمصيطرٍ } بمسلط ، كقوله : { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ } [ قَ : 45 ] ، وفيه لغات : السين ، وهي الأصل ، والصاد ، والإشمام . { إِلاَّ مَن تولَّى وكَفَرَ فيعذبه اللهُ العذابَ الأكبر } ، الاستثناء منقطع ، أي : لست بمُسلط عليهم ، تقهرهم على الإيمان ، لكن مَن تولى وكفر ، فإنَّ لله الولاية والقهر ، فهو يعذبه العذاب الأكبر ، وهو عذاب جهنم ، وقيل : متصل من قوله : فذكر أي : فذَكِّر إلاَّ مَن انقطع طمعك من إيمانه وتولَّى ، فاستحق العذاب الأكبر ، وما بينها اعتراض . { إِنَّ إِلينا إِيابهم } رجوعهم ، وفائدة تقديم الظرف : التشديد في الوعيد ، وأنَّ إيابهم ليس إلاَّ للجبّار المقتدر على الانتقام ، { ثم إِنَّ علينا حسابهم } فنُحاسبهم على أعمالهم ، ونجازيهم جزاء أمثالهم ، و " على " لتأكيد الوعيد لا للوجوب ، إذ لا يجب على الله شيء . وجمع الضمير في إيابهم وحسابهم ، باعتبار معنى " من " ، وإفراده فيما قبله باعتبار لفظها ، و " ثم " للتراخي في الرتبة لا في الزمان ، فإنَّ الترتيب الزماني إنما هو بين إيابهم وحسابهم لا بين كون إيابهم إليه تعالى وحسابهم . انظر أبا السعود . الإشارة : ما قيل للرسول يُقال لخلفائه من أهل التذكير ، ومَن تولَّى منهم يُعذَّب بعذاب الفرق والحجاب وسوء الحساب . وبالله التوفيق ، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله .