Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 119-119)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الحق جل جلاله : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } بالمحافظة على ما أمركم به ، والانكفاف عما نهاكم عنه ، { وكونوا مع الصادقين } في إيمانهم وأقوالهم وأفعالهم وعهودهم . قال ابن جزي : ويحتمل أن يريد به صدق اللسان إذ كان هؤلاء قد صدقوا ولم يعتذروا بالكذب ، فنفعهم الله بذلك ، ويحتمل أن يريد أعم من صدق اللسان وهو الصدق في الأقوال والأعمال والمقاصد والعزائم ، والمراد بالصادقين : المهاجرين ، لقوله في الحشر : { للِفُقَرآءَ المُهَجِرِينَ } … إلى قوله : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } [ الحشر : 8 ] . وقد احتج بها أبو بكر الصديق على الأنصار يوم السقيفة ، فقال : نحن الصادقون ، وقد أمركم الله أن تكونوا معنا أي : تابعين لنا . هـ . زاد السهيلي : ولمَّا استحق الصادقون أن تكون الخلافة فيهم ، استحق الصِّدِّيقُ أن تكون الخلافة له ، ما دام حياً إذ كان صديقاً . هـ . الإشارة : الصدق سيف حازم ، ما وضع على شيء إلا قطعه ، ويكون في الأقوال ، وهو صيانتها من الكذب ، ولو ادى إلى التلف . وفي الأفعال ، وهو صيانتها من الرياء وطلب العوض . وفي الأحوال ، وهو تصفيتها من قصد فاسد ، كطلب الشهرة ، أو إدراك مقام من المقامات ، أو ظهور كرامات ، أو غير ذلك من المقاصد الدنية . قال القشيري : الصادقون هم السابقون الأولون ، كأبي بكر وعمر وغيرهما ، والصدق : استواء السِّرِّ والعلانية ، وهو عزيز ، وكما يكون في الأقوال يكون في الأحوال ، وهو أتَمُّ . هـ . ثم عاتب الحق تعالى أهل المدينة ومن جاورها على التخلف عن الغزو ، فقال : { مَا كَانَ لأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ } .