Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 55-55)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الحق جل جلاله : { فلا تُعْجِبُكَ } ، أيها الناظر إلى المنافقين ، كثرةُ { أموالهم ولا أولادهم } فإن ذلك استدراج ووبال لهم { إنما يريد اللَّهُ ليُعذِّبَهم بها في الحياة الدنيا } بسبب ما يكابدون في جمعها وحفظها من المتاعب ، وما يرون فيها من الأمراض والمصائب ، أو ما ألزموا به من أداء زكاتها ، مع كونهم لا يرجون خَلَفها { وتَزْهقَ أنفُسُهم وهم كافرون } فلا يستوفون التمتع بها في الدنيا لقصر مدتها ، ولا يجدون ثواب ما أعطوا منها لعدم إيمانهم . وأصل الزهوق : الخروج بصعوبة ، لصعوبة خروج أرواحهم ، والعياذ بالله . الإشارة : ينبغي لمريد الآخرة ألا يستحسن شيئاً من الدنيا ، التي هي مدْرجة الاغترار ، بل ينبغي له أن ينظر إليها وإلى إهلها بعين الغض والاحتقار ، حتى ترتفع همته إلى دار القرار ، وينبغي لمريد الحق تعالى ألا يحقر شيئاً من مصنوعاته ، ولا يصغر شيئاً من تجلياته ، إذ ما في الوجود إلا تجليات العلي الكبير ، إما من مظاهر اسمه الحكيم ، أو اسمه القدير ، فيعطي الحكمة حقها والقدرة حقها ، ويتلون مع كل واحدة بلونها ، وبالله التوفيق . ثم ذكر وصف نفاق المنافقين ، فقال : { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } .