Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 53-54)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } ثم ذكر سبب إبطال عملهم وصدقاتهم ، فقال : { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } قلت : أن تُقبل : بدل من ضمير منعهم ، أو على حذف الجار ، و إلا أنهم كفروا : فاعل ، أي : وما منع قبول نفقاتهم ، أو من قبول نفقاتهم ، إلا كفرهم بالله وبرسوله ، ويحتمل أن يكون الفاعل ضميراً يعود على الله تعالى و إنهم مفعول من أجله . يقول الحق جل جلاله : { وما منعهم } وما منع المنافقين من قبول نفقاتهم وأعمالهم { إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله } إلا كُفرهم بالله وبرسوله ، أو : ما منعهم الله من قبول نفقاتهم إلا لأجل كفرهم بالله وبرسوله ، وكونه { لا يأتُونَ الصلاةَ إلا وهم كُسَالى } متثاقلين ، { ولا ينفقون إلا وهم كَارِهُون } أي : لا يُعطون المال إلا في حال كراهيتهم للإعطاء لأنهم لا يرجون ثواباً ولا يخافون بتركها عقاباً ، فهم يعطون ذلك رياء ونفاقاً . الإشارة : لا يتقبل الله إلا عمل المخلصين ، إما إخلاص العوام لقصد الثواب وخوف العقاب ، أو إخلاص الخواص لإظهار العبودية وإجلال الربوبية ، وعلامة الإخلاص : وجود النشاط والخفة حال المباشرة للعمل ، أو قبلها والغيبة عنه بعد الوقوع ، والله تعالى أعلم . ثم نهى عن الإغترار بحال المنافقين ، فقال : { فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ } .